س: ما المقصود بطهارة الظاهر وطهارة الباطن؟.
adminaswan
10 سبتمبر، 2024
سلسلة الفتاوى العصرية
74 زيارة
س: ما المقصود بطهارة الظاهر وطهارة الباطن؟.
ج: الطهارة تنقسم إلى قسمين : طهارة ظاهرة، وطهارة باطنة. فأما الطهارة الظاهرة فهي الطهارة من الحدث والخبث، والحدث ينقسم إلى حدث أصغر يستوجب الوضوء ، وحدث أكبر يستوجب الغسل من الجنابة والحيض والنفاس، والطهارة الظاهرة قد تكون
بالماء أو التراب، وهذه الطهارة شرط لصحة الصلاة.
وطهارة الظاهر هيئة يسيرة، فكل ما على الجسد من أحداث
وأنجاس يتطهر بالماء والتراب.
وأما الطهارة الباطنية فهي طهارة القلب من ثلاثة أشياء، من
الأكدار، والآثار، والأغيار.
والأكدار : مثل الكبر والعجب والحسد والحقد والرياء والنفاق.
والآثار : كل ما يتعلق بمرأة القلب من صور، مثل: المنازل والأولاد والزوجة والزراعات والتجارات، وما إلى ذلك.
والأغيار : كل ما سوى الله عز وجل من المكونات والمخلوقات. وطهارة الباطن تكون بتهذيب النفوس، وتطهير القلوب بالجهاد الذي لا ينقطع، ويكون بالرياضة والمخالفة للمألوفات، وهذا أمر شاق يحتاج إلى دربة وعزيمة، وعناية من المولى عز وجل، لذلك قال الله عز وجل: وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ، وقال تعالى : قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دشاها.
ولأجل هذا كانت طهارة الظاهر سهلة يسيرة، وبها تصح
العبادات، وأما طهارة الباطن فصعبة شاقة، وبها تقبل العبادات، لأن العبادات لا تقبل إلا بالإخلاص، والإخلاص محله القلب والقلب لا يخلص العمل الله وفيه ثقوب، أي فيه أكدار وآثار
وأغيار، فإن خلا منها حلت الأنوار والأسرار.
فيشترط لصحة الصلاة الطهارة من الأحداث والخبائث، ويشترط
لقبول الصلاة الطهارة من الأكدار والآثار والأغيار.
وعلى هذا فإن قبول الصلاة يحتاج إلى تحقق شروط صحة الصلاة الظاهرة، إضافة إلى شروط قبول الصلاة الباطنة، مع الإخلاص لله عز وجل، واستجماع القلب وحضوره، وعدم الغفلة عن ذكر الله سبحانه وتعالى، وتحقيق أركان الصلاة من طمأنينة وخشوع، وما إلى ذلك من أركان، لقول النبي : ليس لك من صلاتك إلا ما عقلت منها.
وهذا يستوجب منك التواضع لعظمة الله عز وجل، وعدم الاستطالة على خلق الله، وقطع نهار الإنسان في ذكر الله عز وجل، وأن يرحم المسكين واليتيم والأرملة، وذلك لقول النبي : قال الله تعالى : إني لا أتقبل الصلاة إلا ممن تواضع بها لعظمتي، ولم يستطل على خلقي، ولم يبت مصرا على معصيتي، وقطع نهاره في ذكري، ورحم المسكين، وابن السبيل، والأرملة ورحم المصاب، ذلك نوره كنور الشمس، أكلوه بعزتي، وأستحفظه ملائكتي، وأجعل له في الظلمة نورا ، وفي الجهالة حلما، ومثله في خلقي كمثل الفردوس في الجنة).
بذلك تقبل الصلاة، وبغير ذلك لا تقبل، بل تلف في ثوب خلق،
وتلقى في وجه من صلى، وتقوله له: ضيعتني ضيعك الله.
أ . د / محمود صديق رشوان
أستاذ ورئيس قسم الفقه المقارن
كلية الشريعة والقانون بأسيوط
لمطالعة الكتاب كاملا على الرابط التالى