المخاطرة العاطفية !

منطقة العاطفة يعمد الكثيرون منا إلى اقتحامها دون تصور واضح لهذه المنطقة شديدة الحساسية سريعة الانفجار . والتي هي من أخص مكونات شخصيتنا الإنسانية .
العاطفة ركن كبير من أركان الوجدان الإنساني ينفعل تجاه كل مرغوب. ويتعلق بكل قريب ومألوف. شخصا كان أو مكانا.
تحصل العاطفة في بواكيرها بشدة تجاه الأسرة. الأبوين والأخوة. فيكونان هما الأمان الوجداني التام للإنسان.
وعند حصول النضج بأبعاده تأخذ العاطفة اتجاهات أخرى. منها التوجه نحو الجنس الآخر ( اعتقادا) أن هناك تكاملا بشكل ما سوف يحدث. وأمانا ما سوف يحصل. وأن هذا التكامل سيدوم. وتبنى عليه حياة كاملة. في ظل بيت سعيد.
بالفعل هذا هو الشكل المنطقي الذي يرتجى للمستقبل. لكن هل طبيعته هي كما تصورها الشاب أو تخيلتها الفتاة. إن الأمر ليس بهذه السهولة لاسيما في هذا الزمان الصعب.
في هذه الفترة يكون الأمر لدى الشاب أو الفتاة مجرد تصور. صورته له مدركاته شديدة الضعف بالنسبة لفهم الحياة. وقد أثر الإعلام والأفلام والقصص في بناء هذا المدرك بشكل كبير .
الإشكال الكبير هو انقطاع دور الأسرة في هذه المرحلة من التكوين الوجداني لدى الشاب والفتاة. فالأم تعجز عن تفهيم ابنتها أبعاد المرحلة. والأب يبخل عن أن يقدم للابن خبراته في هذه المنطقة. لأسباب باتت معلومة من التراخي الأسري لو جاز أن نصف ذلك بذلك.
لا يجد الشاب والفتاة نفوسهم إلا مدفوعَين ( نفسيا ) نحو هذا الباب. لأنهما لا يدركان التبعات. أو المصير النفسي الذي سيؤول إليه أحدهما. والذنب هنا في عنق الأسرة والمجتمع أيضا. الذي سمح للمواد المرئية بتلويث هذه المدركات. وتشويه حقائقها حتى صار الشاب لا يستطيع فهم الأمر بل يفهمه معكوسا تماما .
في المقالات القادمة نقدم تصورا للناحية العاطفية .
ونواتج الدخول في تجربة غير مأمونة العاقبة .
وشكل الوعي الذي يجب أن يكون لدى الشاب والفتاة في تصور المشكلة والتعامل معها .
دكتور / أحمد شتيه
الأستاذ بكلية الآداب – جامعة دمنهور

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Sahifa Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.