كتب لي : أرغب في سلوك طريق التصوف . فبم تنصح ؟
كتبت له :
اعلم – وفقك الله – أن التصوف مسلك شديد الخصوصية. ولا يتحمل مسؤولية السير والسلوك منه إلا أشداء الرجال.
قد يصدمك كلامي الذي قصدت البدء به. لكني أردت أن أبين لك أن حقيقة التصوف ليست كما يراها الناس.
إن التصوف لا علاقة له بالمظهرية مطلقا. فليس التصوف مسبحة ولا عمامة. وليس هو الانخراط في الموالد أو ملازمة قبور الصالحين على غير إدراك الأدب .
التصوف هو الوصول إلى الشكل الكامل لتطبيق دين الله حالا ومقالا.
التصوف أن تتجلى فيك أخلاق النبوة. فتكون حريصا على متابعة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم في كل نفس. وحركة ولفتة. ويصير هو مرجعك الاكبر في كل ملمة.
التصوف هو علم احتراف العبودية. واحترافها هو اتخاذها حرفة. فلو نظرت إلى التصوف وسلوكك فيه من هذا الباب ومن تلك الوجهة سهل عليك السير. لأنك لو فهمت معنى العبودية استقام ظاهرك على الشريعة. وصار باطنك مهيئا لسلوك الطريقة.
ثم إنك لو استقام على هذا الدرب سيرك فلن يهدأ لك باطن حتى تصل إلى العبودية التامة لمولاك. فيكون سيرك لمولاك بهذا قد تم. وصرت سعيدا في الدارين. مهديا يهدي الله لك . فبك ..
كتبه / خادم التصوف
دكتور / أحمد شتيه
الأستاذ بكلية الآداب – جامعة دمنهور