فائدة عظيمة:
كثير من الناس لا يعرف لمن البيت الشعري الخالد المنقوش أعلى الحجرة النبوية في المواجهة الشريفة
فهل تعلم أنه من قصيدة نظمها الإمام السيد عبدالله بن علوي الحداد الحسيني الشافعي رحمه الله تعالى تشوقاً لجده الأعظم سيدنا وحبيبنا المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم ، أثناء زيارته للمدينة المنورة على منورها الصلاة والسلام وآله وصحبه الكرام ، بعد أن أتم حجه وصلى بالناس إماماً في الحرم المكي صلاة الفجر يوم الجمعة أول محرم عام 1080هـ وكان يلقب بشيخ الاسلام والقصيدة كما هو معروف أنها منحوتة داخل الحجرة الشريفة
وقد تم إظهار البيت السادس عشر منها في المواجهة الشريفة لقبر الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم
ويعود زمن نقش هذا البيت الشعري إلى عهد الدولة العثمانية حيث إن أحد السلاطين أُعجِب بالقصيدة وبهذا البيت الشعري فأمر بنقشه فوق الحجرة النبوية الشريفة
(( نبيٌّ عظيمٌ خُلْقُهُ الخُلُقُ الذي
لهُ عظّْمَ الرحمنُ في سيِّدِ الكتْبِ ))
وأبيات القصيدة كاملة:
سَلَكنا الفَيافي و َالقفار عَلى النَجب
تجد بِنا الأَشواق لا حادي الرَكبِ
فَنَهوى عَلَيهِ بِالعشية و َالَّذي
يَليها مِن اللَيل البَهيم عَلى القَتبِ
يَلذُ لَنا أَن لا يَلذُ لَنا الكَرى
لما خالَطَ الأَرواح مِن خالص الحُبِ
وَ يَبرُد حراً بِالهَجير تمده
سمومٌ إِذا هاجَت تزعزع بالكثبِ
و َما زالَ هَذا دَأبنا و َصَنيعنا
إلى أَن أَنَخنا العَيس بِالمَنزل الرَحبِ
نَزَلنا بِخَير العالمين مُحَمدٍ
نبيُ الهُدى بَحر النَدى سَيد العَرَبِ
رَسول أَمين هاشمي مَعَظم
وَ سَيِّدُ مَن يَأتي و َمَن مَرَّ في الحقبِ
مَلاذ البَرايا غَوث كُل مُؤملٍ
كَريم السَجايا طَيب الجسم و َالقَلبِ
يؤملهُ العافون من كل ممحلٍ
كتأميلهم للساكبات من السحبِ
كَريمٌ حَليمٌ شَأنُهُ الجودُ و َالوَفا
يُرجى لِكشفِ البُؤسِ و َالضَرِ وَ الكَربِ
رَحيمٌ بَراهُ اللَهُ للخَلقِ رَحمَةً
و أرسَلَهُ داعٍ إِلى الفَوزِ و القُربِ
و َأَرسَلَهُ بِالحَق و َالصدق و َالهُدى
و َبَذل النَدى و َالرفق وَالمَنطق العَذبِ
بِهِ اللَهُ أَنجانا مِن الشُرك وَ الرَدى
ومن عَمَل الشِيطان وَالجَبت وَالنُصْبِ
و َأَدخَلنا في خَيرِ دين ..ٍ يُحبهُ
و َيَرضاه دين الحَق ،ِ فَالحَمدُ لِلرَبِ
لَهُ المنةُ العُظمى عَلينا بِبَعثِهِ
الينا و َمِنا عالي الذكر وَ الكَعبِ
نَبيٌ عَظيمٌ خلقهُ الخَلقِ الَّذي
لهُ عَظمَ الرَحمَنُ في سَيدِ الكُتبِ
وَ أَيدهُ بِالوَحي و َالنَصرُ وَ”الصِبا
و أَملاكُهُ وَ المُؤمِنين و ِبِالرُعب
و َآتاهُ قُرآناً بِهِ أَعجَزَ الوَرى
جميعاً عَلى التَأييد يا لَكَ مِن غَلبِ
أَلا يا رَسولُ اللَهِ إِنا قرابةٌ
و َذريةٌ جِئناكَ لِلشَوقِ و َالحُبِ
وَقَفنا َعلَى أَعْتَابِ فَضْلِكَ سَيِّدِي
لِتَقْبيلِ تُرْبِ حَبَّذَاَ لِكَ مِنْ تُرْبِ
و قمنا تجاه الوجه وجهٌ مباركٌ
علينا به نسقى الغمام لدى الجدب
أَتيناكَ زوارا ..ً نرومُ شَفاعةً
إلى اللَهِ في مَحو الإِساءَة و َالذَنبِ
وُفودٌ و َزوارٌ و َأَضيافُ حَضرَةٍ
مَكرُمَة مُستَوطن الجُود و َالخَصبِ
و َفي النَفسِ حاجاتٌ و َثُمَ مَطالبٌ
نؤملُ أَن تَقضي بِجاهك يا مُحبي
تَوجه رَسول اللَه ..ِ في كُلِ حاجةٍ
لنا وَ مهمٌ في المَعاشِ و َفي القَلبِ
فَإِنَّ صَلاح الدِينَ و َالقَلب سَيدي
هو الغَرضُ الأَقصى فيا سَيدي قُم بي
عَلَيكَ صَلاةُ اللَهِِ يا خَير مَن تَلا
كتاباً مُنيراً جاءَ بِالفَرضِ وَ النَدبِ
عَلَيكَ صَلاةُ اللَهِ يا خَير مُهتَدٍ
و هادٍ بِنور اللَهِ في الشَرق وَ الغَربِ
عَلَيكَ صَلاةُ اللَهِ يا خَير مَن دَعا
الى اللَهِ بَعدَ الرفق بِالسُمر و َالقَضب
عَليكَ صَلاةُ اللَهِ يا سَيداً سَرى
الى اللَه حَتّى مَرَّ بِالسَبعِ و َالحجبِ
عَلَيكَ سَلامُ اللَهِ ما سارَ مخلصً
اليك يَقولُ : اللَهِ و َالمُصطَفى حَسبي
عَلَيك سَلامُ اللَهِ ما أَسحَرَ الصِبا
فحرك أَرواح المُحبين لِلقُربِ
عَلَيك سَلامُ اللَهِ ما بارقٌ شرى
و ما غَنَت الأَطيار في عَذبِ القَضبِ
عَلَيكَ سَلام اللَهِ ما حَرَك الحدا
قلوباً إَلى مَغناك بِالشَوق وَ الجذبِ
عليكَ سلامُ اللَه عدَّ نباتهِ
و عدَّ رمالُ القطرِ في حالةِ السكبِ
عليكَ سلامُ اللَه .. أنتَ ملاذنا
لدى اليسرِ والإعسارِ والسهلْ والصعبِ
عليكَ سلامُ اللَه .. أنتَ حبيبنا
و سيدنا و الذخرُ يا خير من نُبِّي
عليكَ سلامُ اللَه انتَ إمامنا
و متبوعنا والكنز والغوث في الخطبِ
و صلى عليكَ اللَهُ دأباً و سرمداً
وسلم يا مختار و الآل و الصحبِ