العوالم الخمسة: اللاهوت، الجبروت، الملكوت، المُلك والناسوت
واعلم أنّ العوالم الكلّيّة هي خمسة:
الاوّل: عالم الذات، وهو ما يطلقون عليه باللاهوت والهويّة الغيبيّة، والغيب المجهول، وغيب الغيوب، وعين الجمع، وحقيقة الحقائق، ومقام أو أدني، وغاية الغايات، ونهاية النهايات، والاحديّة.
الثاني: عالم الصفات، وهو ما يطلقون عليه بالجبروت، وبرزخ البرازخ، والبرزخيّة الاُولي، ومجمع البحرين، وقاب قوسين، ومحيط الاعيان، والوحدانيّة، والعماء.
الثالث: عالم الملكوت، ويسمّونه كذلك عالم الارواح، وعالم الافعال، وعالم الامر، وعالم الربوبيّة، وعالم الغيب والباطن.
الرابع: عالم المُلك، ويطلقون عليه كذلك عالم الشهادة، والعالم الظاهر، وعالم الا´ثار، والخلق، والمحسوس.
الخامس: عالم الناسوت، ويطلقون عليه كذلك الكون الجامع، والعلّة الغائيّة، وآخر التنزّلات، ومَجْلَي الكلّ.
فالعوالم الثلاثة من هذه العوالم الخمسة هي ضمن عالم الغيب، لا نّها خارجة عن عالم الإدراك والحواسّ. وأمّا العالمان الا´خران فهما ضمن عالم الشهادة، لا نّهما محسوسان بالحواسّ.
يقول الشيخ: أين هو ذلك العالم غير المحسوس؟ أي) أنّه غير محسوس وغائب عن الحواسّ، حيث إنّ يوماً في ذلك العالم، يعادل سنة من هذا العالم.
وهذا العالم إشارة إلی البرزخ المثإلیّ، وهو الحدّ الفاصل بين الغيب والشهادة، وهو جامع لاحكام العالمَين، الظاهر والباطن، بحسب البرزخيّة. وأمّا مسألة الزمان والمكان والطول، والقصر في الشهر والسنة في هذا العالم الجسمانيّ، فهي مقيّدة بالكثافة، وكلمّا قلّت الكثافة، قلّ في مقابل ذلك التقيّد واعتبار البعد بين المبدأ والمعاد، والازل والابد، وأضحت مسألة ظهور العلم وانكشاف المعلومات والحقائق هامشيّة قليلة الاهمّيّة.
ولهذا صار يوم واحد في عالم البرزخ يعادل عاماً واحداً في عالمنا هذا، ويوم واحد في عالم الربوبيّة، هو بألف عامّ في هذا العالم إِنَّ يَوْمًا عِندَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ. وأمّا إلیوم الواحد في عالم الاُلوهيّة، فهو مساوٍ لخمسين ألف سنة في هذا العالم تَعْرُجُ الْمَلَـائِكَةُ وَالرُّوحُ إلیهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ و خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ.