عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: بينما نحن جلوس عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ قال: ((بينا أنا نائم رأيتني في الجنة، فإذا امرأة تتوضَّأ إلى جانب القصر، فقلت: لمن هذا القصر؟))، فقالوا: لعمر بن الخطاب، ((فذكرتُ غيرته فولَّيْتُ مُدبِرًا))؛ [أخرجه البخاري].
وعن المغيرة رضي الله عنه، قال: قال سعد بن عبادة: لو رأيت رجلًا مع امرأتي لضربته بالسيف غير مُصفح، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: ((أتعجبون من غيرة سعد، لأنا أغير منه، والله أغيرُ منِّي، ومن أجل ذلك حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن))؛ [متفق عليه]، وكان رضي الله عنه معروفًا بشدة الغيرة، حتى إنه إذا طلَّق إحدى نسائه، لم يكن لأحد أن ينكحها؛ لأنهم يعرفون شدة غيرته، فلا يتزوجن النساء من بعده.
وعن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما، قالت: “كنت أنقل النوى من أرض الزبير، وهي مني على ثلثي فرسخ، فجئت يومًا والنوى على رأسي، فلقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومعه نفر من الأنصار، فدعاني ليحملني خلفه، فذكرت الزبير وغيرته، وكان أغير الناس”؛ [متفق عليه].
عن أُمِّ المؤمنين عائشة بنت أبي بكر الصديق، رضي الله عنهما، قالت: إن سالِمًا مولى أبي حذيفة، كان مع أبي حذيفة وأهله في بيتهم، فأتَتْ سهلة بنت سهيل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقالت: إن سالِمًا قد بلغ ما يبلغ الرجال، وعقل ما عقلوه، وإنه يدخل علينا، وإني أظنُّ في نفس أبي حذيفة من ذلك شيئًا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((أرضعيه تحرمي عليه))، قالت: فأرضعته، فذهب الذي في نفس أبي حذيفة؛ [أخرجه مسلم].