من روائع الشيخ الغزالي :
سألني بعضهم : أليس مصيرنا الجنة نحن المسلمين مصداقا قول رسول الله : ” من قال لا إله إلا الله دخل الجنة ” .
فنظرت إليه وقدرت المسافة بين عمله وأمله فوجدتها بعيدة بعيدة ..
ورأيت أنه لا يحفظ من الإسلام إلا ما يظنه عونا على كسله .. كالمتسول الذي تغيب عن ذهنه آيات القرآن كلها فلا يعي منها إلا آية واحدة : ” من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ” فهو يقرأ الآية ليستدر بها الأكف ويجمع الأموال ..
قلت : ألا تعرف من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا هذا الحديث وحده ..؟
إن رسول الله إلى جانب ما رويت يقول : ” لا يدخل الجنة قتات ” .
ويقول :” لا يدخل الجنة قاطع رحم “.
ويقول :” لا يدخل الجنة من كان في قلبه ذرة كبر “.
ويقول :” ليس منا من غشنا “.
ويقول :” ليس منا من لطم الخدود وشق الجيوب ودعا بدعوى الجاهلية “.
ويقول :” ليس منا من خبب ( أي أفسد ) امرأة على زوجها ” .
ويقول :” ليس منا من لم يوقر كبيرنا , ويرحم صغيرنا , ويعرف لعالمنا حقه ” .
أفنسيت هذه السنن كلها لأنها تدلك على ما ارتبط بعنقك من واجبات ولم تعى إلا ماحسبته حقا لك وهو الجنة .. فأنت تطلبه بلا ثمن ..؟!
وهذا الصنف من الناس ضعيف الإحساس بأخطائه ، فإذا أكره على الشعور بنقيصة اقترفها إعتقد أن في استطاعته تكفير سيئاته كلها باعتذار تافه أو حسنة خفيفة .
إن أولي الألباب لما دعوا الله أن يغفر لهم ذنوبهم كان من إجابته لهم أن قال : ” فالذين هاجروا وأخرجوا من ديارهم وأوذوا في سبيلي وقاتلوا وَقُتِلُواْ لأكفرن عنهم سيئاتهم ولأدخلنهم جنات تجري من تحتها الأنهار ” .
أما الحمقى فهم الذين يتوهمون أن خطيئاتهم الكبرى تذوب من تلقاء نفسها دون أن تعالج بالدلك والتطهير والإنقاء وما يستتبعه ذلك من جهد .
محمد الغزالي كتابه ( جدد حياتك )
اللهم انا نسألك الجنة وما قرب إليها من قول أو عمل ونعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول أو عمل
ودمتم فى حفظ الله