ذكر الحافظ ابن كثير في كتابه البداية والنهاية أن نقفور ملك الروم أرسل إلى الخليفة هارون الرشيد خطابا يقول فيه،
(من نقفور ملك الروم الى هارون ملك العرب
أما بعد : فإن الملكة التي كانت قبلي أقامتك مقام الرخ وأقامت نفسها مقام البيذق.
ثم قال : فحملت إليك من أموالها أحمالا وذلك لضعف النساء وحمقهن فإذا قرأت كتابي فاردد ما وصل إليك من أموالها وإلا فالسيف) .
فلما قرأ هارون الرشيد الكتاب استشاط غضبا حتى لم يتمكن أحد من النظر إلى وجهه وتفرق جلساؤه من الخوف واستعجم الرأي على الوزير .
فقام هارون الرشيد وكتب على ظهر كتاب ملك الروم :
بسم الله الرحمن الرحيم من هارون الرشيد أمير المؤمنين إلى نقفور كلب الروم .
قد قرأت كتابك يا ابن الكافرة والجواب ما تراه لا ما تسمعه
ثم سار هارون الرشيد وقاد بنفسه جيوشا جرارة ولقن نقفور درسا لم ينساه فاضطر نقفور راغماً إلى طلب الموادعة وعاد إلى أداء الجزية صاغراً بعد أن خضع أمام قوة المسلمين وعزة نفوسهم .
المصدر
ابن كثير ، البداية والنهاية .