قال شيخنا العلامة المحدث أد. يسري جبر – حفظه الله وأمد بعمره :
( أهم أوراد العابد : الصلاة ، وليست السبحة – والمراد الذكر على السبحة- فإن جهلة الصوفية يظنون أن الأوراد هي السبحة، لكن أهم ورد للعابد السالك إلى الله هو الصلاة .
فعلى المريد أن يواظب على الفرائض، وعلى السنن الرواتب، وعلى النوافل، وأن يقوم الليل ولو بركعتين، فهذه هي أوراده الأصلية، والتسبيح والذكر والصلاة على النبي – صلى الله عليه وآله وسلم -والقرآن والدعاء كلها داخلة فيها .
بعض الصوفية يمسك السبحة وهو يسمع الآذان، ثم لا يصليه إلا آخر الوقت، ويصليه بجوار سريره، فهذا ليس صوفيا .
فمن الضروري أن ننتبه إلى أن أهم أوراد العبد هي الصلاة، فكانت قرة عين المصطفى – صلى الله عليه وآله وسلم -، وكان إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة، وهي أعظم ما يتقرب العبد به إلى الله .
الصلاة فيها من الحج التوجه للقبلة، ومن الزكاة تفريغ الوقت لها، فكأنك اقتطعت جزءا من مالك وتبرعت به، لأنك خصصت للصلاة وقتا كان من الممكن أن تتاجر فيه، وفيها من الإسراء والمعراج السجود، لأنه معراج المؤمن .
وقد سُمي سيدي علي زين العابدين بزين العابدين لأن ورده كان ألف سجدة في اليوم، ومعناه ألف ركعة، والإمام الجنيد كان يصلي بين الضحى والظهر أربعمائة ركعة، وهذه خرق عادة لهم، فيها بركة الوقت، فكلما وجد الله – عزوجل – العبد مقبلا بارك له في الوقت، فيجعل الساعة كأنها عشر ساعات .