كان رضوان الله عليه يضرب به المثل في تحمل األذى ومكارم الاخلاق ..
كان يغسل للمجذومين المرضى ثيابهم ويحمل إليهم الطعام ويأكل معهم ويسألهم الدعاء،
وكان يقول: زيارتهم واجبة وليست مستحبة .
– ومر بولد فقال له : من أنت ؟ فقال له الولد : إيش فضولك ؟
فجعل يكررها ويبكي ويقول : أدبتنی يا ولدي.
ومن مكارم أخالقه في شفقته على الحيوانات :
– أن كلبة حصل له جذام .. فاستقذره نفوس أهل البلدة وصار كل واحد يطرده عن بابه
.. فأخذه سيدي أحمد الرفاعي وخرج به إلى البرية وضرب عليه مظلة .. وصار يأكل هو وإياه
ويسقيه ويدهنه .. حتى عافاه الله .. بعد أربعين يوما .. فسخن له ماء وغسله ودخل به البلد
فقيل له :
– أتعتني بهذا الكلب هذا االعتناء كله ؟
فقال : نعم . خفت أن يؤاخذني الله يوم القيامة ويقول أما عندك رحمة لهذا الكلب؟ أما
تخشى أن أبتليك بما ابتليت به هذا الكلب ؟
–
– وفي طبقات الشيخ عبد الوهاب السبكي :
أن قطة نامت على كم سيدي أحمد الرفاعي رضي الله عنه .. وجاء وقت الصلاة..
فقص كمه ولم يزعجها وعاد من الصلاةفوجدها قد قامت .. فوصل الكم بالثوب وقال : ما تغير.
– وتوضأ في يوم بارد .. ومد يده مدة ال يحركها فتقدم يعقوب مؤذن المنارة يقبل يده ..
فقال : يا يعقوب شوشت على هذه الضعيفة .
فقال يعقوب : ما هي ؟
قال رضوان الله عليه : هي بعوضة كانت تأكل رزقها من يدي فهربت منك .
–
وفي طبقات الشعرانی :
– كان رضي الله عله يبدأ من لقيه بالسالم حتى األنعام والكالب .. وكان إذا رأى خلزيرا
يقول له : أنعم صباحا .. فسئل في ذلك فقال :
وأعود نفسي الجميل ..
– وكان إذا سمع بمريض في قرية ولو على بعد .. يمضي إليه يعوده ويرجع بعد يوم أو
يومين .
– وكان ينتظر العميان حتى إذا جاءوا يأخذ بأيديهم ويقودهم .. وكان إذا رأي شيخا كبيرا
يذهب إلى أهله وأهل حارته يوصيهم عليه ويقول :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : : من أكرم ذا شيبة يعلي مسلما سخر الله له من
يكرمه عند شيبته ..
وكان رضوان الله عليه يتحمل األذى من بعض الناس وكان ال يجازی بالسيئة قط .
ونذكر أمثلة لحلمه وصبره على األذى:
–
– أرسل إليه الشيخ إبراهيم البستي رسالة يحط عليه فيه ويسبه ويصفه بالدجل وأنه منبع
وغير ذلك من إهانات وشتائم . فلما قرأها رضي الله عنه:
قال : صدق فيما قال جزاه الله على خيرا ثم أنشد:
فلست أبالي من زمان بريبة إذا كنت عند الله غير مريب
ثم قال الرسول الذي جاء بالرسالة : أكتب إليه الجواب :
.. إلى سيدي إبراهيم البستي رضي الله عنه أما قولك الذي ذكرته فإن
الله تعالى خلقني كما شاء وأسكن في ماشاء .. وإني أريد منك أن تدعول وال تحرمني من
حلمك .
فلما وصل الجواب إلى البستي هام على وجهه. فما عرفوا أين ذهب ؟!.
– وقال رضي الله عنه ألصحابه يوما :
” من رأى في أحيمد ) تصغير أحمد( منكم عيبا فليعلمه به”
فقام شخص فقال :
” يا سيدي فيك عيب عظيم ، قال : وما هو يا أخي ؟ “..
فقال : كن مثلنا من أصحابك ..
فبكى الفقراء وعال نحيبهم وبكي سيدي أحمد الرفاعی رضی الله عله وقال : و أنا خادمكم
أنا دونكم ..
–
– قال بعض أصحابه : إنه رآه في المنام في مقعد صدق مرارة وال يخبره وكان الشيخ
امرأة بذيئة اللسان ) طويلة اللسان ( تسفه عليه وتؤذيه. فدخل عليه الذي رآه في مقعد صدق يوما
فوجد بيد امرأته محرك النور وهی تضربه على أكتافه .. فاسود ثوبه وهو ساكت .. فانزعج الرجل
..
وخرج من عنده فاجتمع بأصحاب الشيخ . وقال :
يا قوم يجري على الشيخ من هذه الم أرة هذا وأنتم سکوت؟
فقال بعضهم : مهرها خمسمائة دينار وهو فقير .
فمضى الرجل وجمع الخمسمائة دينار وجاء بها إلى الشيخ في صينية فوضعها بين يديه
فقال له : ماهذا ؟
فقال : مهر هذه الشقية التي فعلت بك كذا وكذا ..
فتبسم سيدي أحمد الر فاعي وقال :
” لوال صبري على ضربها ولسانها ما أريتني في مقعد صدق” .