كان سيدنا أبو الحسن الشاذلي قدس الله سره العزيز مشهور عنه انه يركب أغلى الجياد ، و يلبس أنظف الثياب ، و قد التقى ذات يوم برجل يلبس الخيش الخشن
لم يكن الرجل يعرفه و قد فوجئ به فقال له :
إن ما أراك عليه من نظافة الثياب ، و حسن المنظر ، لا يدل على الصوفية “أي ليس فيك من الصوفية شيء”
و إستطرد :
” لو كنت صوفياً حقاً للبست مثلما ألبس و لزهدت في متع الحياة “
فقال له سيدي الشاذلي :
يا هذا إن الزهد ليس كما تعلم
الزهد أن تملك فتعف
ألا تملك ما في يدك
يا هذا كم ملكت من جناح البعوضة “إشارة إلى الدنيا”
حتى تزهد فيه ، فالدنيا كلها إن ملكتها لا تساوي جناح بعوضة و لو كانت تساوي جناح بعوضة ، لما سقى الله الكافر منها شربة ماء ،
يا هذا إن منظر العبد يدل على غنى سيده و هيئتي هذه تدل على أن ربي غني كثير الفضل ، و الله يحب أن يرى أثر نعمته على عبده ، أما ثوبك هذا فإنه يتهم الله سيدك بالفقر ، و كأن من خلقك لا يستطيع كسوتك ،
يا هذا عرفت معنى الزهد فيما لم تملك”.