( أما بعد ) فيقول العبد الفقير الراجي من الله الألطاف الخفية ،
الطالب منه تعالي محو المساوي والآثام – عبدالله بن محمد المناوى –
المنسوب إلى الحضرة الأحمدية الشاذلية أقام الله دولتها وأدام ..
رأيت رسول الله صلي الله عليه وسلم رؤية حقيقية ،
ومن رآه في المنام فقد رآه حقاً كما روت عنه الأفاضل الأعلام ،
رأيته مزملاً في ثياب سندسية ، مربوع القامة أبيض اللون جميل الصورة وفصيح الكلام ،
كاملاً في ذاته مكملاً في أوصافه الخلقية ، ما خلق الله قبله ولا بعده مثله في الأنام ،
عظيم الرأس أسود الشعر تتيه في محاسنه العقول الذكيه ،
وتتحير في كمال جماله الأفهام، قمري الجبين حواجبه نونية ،
كحيل الطرفين أهدب العينين ظريف القوام .
أبيض الخدين مشرباً بالحمرة وجناته ضوئية ،
ووجهه كأنه البدر ليلة التمام ,
يجري الحسن في خديه كما تجري الشمس في مسالكها الفلكية ،
كوكبي الأنف يزول من ضيائه الظلام ،
ياقوتي الشفتين
مفلج الأسنان إذا تكلم خرج النور من بين ثناياه اللؤلئية ،
واسع الفم سلسبيل الريق جميل الابتسام ،
كث اللحية شديد الهيبة معتدل العنق في صفاء الفضة النقية ،
وله عينان في ظهره يري بهما من خلفه كما يري من في الأمام ،
بارز العضدين
طويل الزندين
كريم الكفين أجود من السحب الممطرة الغيمية
سليم الصدر ممتلئ من الآيات والأحكام ،
بطنه علي تقوي الله ومعارفه مطوية
وإذا نامت عيناه قلبه لا ينام ،
منير الساقين ظريف الكعبين أعقابه سراجيه ، وله في الصخر غاصت الأقدام
( اللهم عطر روضه بالتعظيم والتحية واغفر لنا ذنوبنا والآثام )