ومن حق الأخ علي الأخ: ان يسهر إلي الصباح إذا كان في حالة تفضي إلي الموت، فربما يكون الآجل في ذلك الوقت فيفارقه على وفائه بحقه.
ومن حق الأخ علي الأخ: أن يصدقه إذا انتسب إلي أحد من الأكابر من أولياء أو علماء أو أمراء.
ومن حق الأخ علي الأخ: ألا يكفره بذنب، ولو لاث الناس به، إذ لا يخفي قلة ورع الناس في الكلام وعسر معرفة جميع الألفاظ التي يكفر بها الإنسان.
والتكفير كما قال شيخ الإسلام السبكي أمر هائل، أقل ما فيه أنه أخبر عن إنسان أنه خالد في النار لا تجري عليه أحكام الإسلام في حياته بعد مماته.
ومن حق الأخ علي الأخ: ألا يبغض ذاته إذا وقع فيما لا ينبغي.
ومن حق الأخ علي الأخ: إذا حصل بينه وبين أخيه وقفه أن يزيد في بث محاسنه أكثر مما كان قبل الوقفة مراعاة للود وقد كان السلف الصالح يمدحون عدوهم كلما ذكر بحضرتهم بحيث يظن الظان أنه من أعظم المعجبين لهم.
ومن حق الأخ علي الأخ: ان يقدم حوائجه الضرورية علي عباداته المسنونة ومعلوم أن الخير يتعدي نفعه أفضل من القاصر علي فاعله
ومن حق الأخ علي الأخ: إذا وقع في حقه شيء وبلغه ان يبادر إلى الاستغفار وإلى كشف الرأس والإطراق إلى الأرض وإظهار الندم علي ما وقع منه في حق أخيه ويديم ذلك إلى أن يرحمه أخوه ثم إن لم يرحمه رجع على نفسه باللوم واعترف بأنه ظالم وقل من يفعل ذلك.
ومن حق الأخ علي الأخ: أن يقبل اعتذاره ولو كان مبطلا
فقد روي الترمذي وغيره (من أتاه أخوه متنصلا من ذنب فليقبل اعتذاره محقا كان أو مبطلا فإن لم يفعل لم يرد علي الحوض).
وقال بعضهم (الأخ الذي يلجيء أخاه أن يعتذر إليه ليس بأخ صادق، ولا من أهل الطريق، فإن أهل الطريق يقيمون للخلق المعاذير قبل أن يعتذروا إليهم).
مختصر من كتاب المختار من الأنوار فى صحبة الأخيار
للإمام عبدالوهاب الشعرانى