قال ابن تيمية في زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم وقبور الأنبياء والصالحين : قال ما نصه : وَلَيْسَ عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي زِيَارَةِ قَبْرِهِ وَلَا قَبْرِ الْخَلِيلِ حَدِيثٌ ثَابِتٌ أَصْلا([1])
وقال : ” والأحاديث الكثيرة المروية في زيارة قبره كلها ضعيفة بل موضوعة لم يرو الأئمة ولا أصحاب السنن المتبعة منها شيئا “([2])
قال ابن تيمية : ” إن الأحاديث الواردة فى زيارة قبر النبى صلى الله عليه وسلملا يعرف لها اسناد صحيح ولا فيها شئ من الصحة وانما هى ضعيفة بل باطلة([3])
قال ابن باز: إن الأحاديث المروية في فضل زيارة قبر النبيّ مكذوبة([4])
قال ابن باز: أنه يحرم السفر لزيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم ولو للحاج البعيد عن المدينة المنورة([5])
ونرى الجواز لقول النبى صلى الله عليه وسلم : ” من زار قبري وجبت له شفاعتي ” ([6]) و قال : ” من جائني زائرًا لا يهمه إلا زيارتي كان حقـًّا عليّ أن أكون له شفيعـًا ” ([7])
ويذكر ابن تيميّة : أنّ الأحاديث المرويّة في قبر النبي صلى الله عليه وسلم كقوله: من زارني, وزار أبي إبراهيم الخليل في عام ضمنت له على الله الجنّة, ومن زارني بعد مماتى فكأنّما زارني في حياتي. ومن حج ولم يزرني فقد جفاني, ونحو هذه الأحاديث, يقول ابن تيميّة كلّها مكذوبا وموضوعة([8]).
مع أنّ كافة الفرق الإسلامية رغم اختلافها تروي هذه الأحاديث .
قال ابن تيمية : ” قد زيّن الشيطان لكثير من الناس سؤ عملهم, واستزلّهم عن اخلاص الدين لربّهم الى أنواع من الشرك, فيقصدون بالسفر والزيارة رضى غير رضى الله , والرغبة الى غيره, ويشدّون الرحال الى قبر النبي”([9]).
فزيارة قبر النبي عند ابن تيميّة غواية من الشيطان , ونوع من أنواع الشرك, حتى ولو قصد بها مرضاة الله وثوابه !!
ويقولون : أن المسلم يجب أن لا يعمل للدنيا كالمدح والثناء على الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم……أي أن من ترك كل هذه الأشياء فهو في نظرهم متّصل اتصالا وثيقا بمفهوم التوحيد, ومن فعلها فهو مشرك يحل دمه وماله وذراريه, سواء أفعلها عن علم بتحريمها ,أو جهلا واشتباها ([10]).
قالت الوهابية : من الشرك بالله أن يقصد الإنسان قبر النبي للزيارة, ويشد الرحال اليه, وأن لايتمسّح بالقبر الشريف ولا يمسّه, ولا يدعو الله ولا يصلّي لله عنده, ولا يقيم عليه بناء ولا مسجدا, ولا ينذر له.
قال ابن تيميه (وان كان المصلّي لا يصلّي إلا لله ولا يدعو إلا له فانّه مشرك)([11])
قال ابن عثيمين : شد الرحال إلى زيارة القبور أيّاً كانت هذه القبور لا يجوز لأن النبي ، صلى الله عليه وسلم يقول : (لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد : المسجد الحرام ، ومسجدي هذا ، والمسجد الأقصى) والمقصود بهذا أنه لا تشد الرحال إلى أي مكان في الأرض لقصد العبادة بهذا الشد ، لأن الأمكنة التي تخصص بشد الرحال هي المساجد الثلاثة فقط وما عداها من الأمكنة لا تشد إليها الرحال فقبر النبي صلى الله عليه وسلم، لا تشد الرحال إليه وإنما تشد الرحال إلى مسجده فإذا وصل المسجد فإن الرجال يسن لهم زيارة قبر النبي ، صلى الله عليه وسلم ، وأما النساء فلا يسن لهن زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم، والله الموفق([12])
([2]) كتاب الزيارة : 22 ، 38 .
([3]) فتاوى ابن تيمية ـ كتاب الجنائز ـ باب ما جاء فى زيارة قبر النبى صلى الله عليه وسلم ، فتاوى اللجنة الدائمة .
([4]) انظر كتابه المسمى ( التحقيق والإيضاح لكثير من مسائل الحج والعمرة ص : 89 ) .
([5]) التحقيق والإيضاح لكثير من مسائل الحج والعمرة والزيارة ، ص 88 ـ 90 .
([8]) اقتضاء الصراط المستقيم , ص401
([9])اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أهل الجحيم ( ص457)
([10])الرسائل العمليّة التسع , ص79 , فتح المجيد , ص372 .
([11])( تطهير الأعتقاد , ص30ص41) و (نقض المنطق لابن تيمية ص15 طبعة1951) , وفي كتاب (فتح المجيد , ص239 طبعة1957 و اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أهل الجحيم) لابن تيميةص368 طبعة1950