المصافحة بعد الصلاة أمر مشروع يزيد المحبة بين المسلمين ويوثق أواصر الأخوة فيما بينهم والأدلة على ذلك ما يلي:
عن سيدنا يزيد بن الأسود رضي الله عنه : أنه صلى الصبح مع النبي صلى الله عليه وسلم وقال: ثم ثار الناس يأخذون بيده يمسحون بها وجوههم فأخذت بيده فمسحت بها وجهي فوجدتها ( أبرد من الثلج وأطيب ريحا من المسك) ([1]).
وقال البراء بن عازب رضي الله عنه : “من تمام التحية أن تصافح أخاك” ([2])
وعن قلدة بن دعامة الدوسي رضي الله عنه قال قلت لأنس : (أكانت المصافحة في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : نعم.
عن سيدنا أنس بن مالك رضي الله عنه قال: لما جاء أهل اليمن قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « قد جاءكم أهل اليمن، وهم أول من جاء بالمصافحة ([3])
وعن سيدنا البراء بن عازب رضي الله عنه قال: قال صلى الله عليه وسلم : « ما من مسلمين يلتقيان فيتصافحان إلا غفر لهما قبل أن يفترقا».([4])
فالأحاديث الثلاثة الأخيرة عامة في مشروعية المصافحة وهي تشمل المصافحة بعد الصلاة وفي الأوقات كلها ، والحديثان الأولان يخصصان ويبينان جواز السلام والمصافحة بعد الصلاة خصوصا.
أقوال العلماء في الصافحة بعد الصلاة :
قال الإمـام الطحـاوي: تطلب المصافحة فهي سنة عقب الصلاة كلها وعند كل لقي ([5])
وقال الشيخ عبدالغني النابلسي عن المصافحة بعد الصلاة : ( إنها داخلة تحت عموم سنة المصافحة مطلقا)) ([6])
وقال الإمام عز الدين بن عبدالسلام رحمه الله : ( أنها من البـدع المباحة )
قال الإمام النووي في الأذكار : ( أنها بدعة مباحة , على أن المصافحة بعد الصـلاة ودعـاء المسلم لأخيه المسلم بأن يتقبل الله منه صلاته بقولـه ( تقبل الله ) لا يخفى ما فيهما من خير كبير وزيادة تعارف وتآلف وسبب لربط القلوب وإظهار للوحدة والترابط بين المسلمين ([7]).
([2]) أخرجه البخاري في الأدب (968 )
([3]) أخرجه أبو داود (5213) والبخاري في الأدب (967) وقال الحافظ سنده صحيح.
([5]) الإمام الطحاوى , حاشيته على مراقى الفلاح .
([6]) شرح الطريقة المحمدية للشيخ النابلسي 2/150