فالصوفى بكاؤه فى خلوته , وبشره وطلاقة وجهه مع الناس .فالبشر على وجهه من اثار انوار قلبه , وقد تنازل باطن الصوفى منازلات الاهية , ومواهب قدسية , يرتوى بها القلب , ويمتلئ فرحا وسرورا
” قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا ” والسرور اذا تمكن من القلب فاض على الوجه اثاره .
قال الله تعالى ” وجوه يومئذ مسفرة ” اى مضيئة مشرقة ( مستبشرة) أى فرحة , قيل أشرقت من طول ما أغبرت فى سبيل الله .
ومثال فيض النور على الوجه من القلب كفيضان نور السراج على الزجاجة والمشكاة .فالوجه مشكاة , والقلب زجاج , والروح مصباح , فاذا تنعم القلب بلذيذ المسامرة ظهر البشر على الوجه .قال الله تعالى ” تعرف فى وجههم نضرة النعيم أى نضارته وبريقه ,يقال : أنضر النبات اذا أزهر ونور “وجوه يومئذ ناضره الى ربها ناظره “
قال الله تعالى ( سيماهم فى وجوههم من اثر السجود ) واذا تأثر الوجه بسجود الظلال كيف لا يتأثر بشهود الجمال
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :”كل معروف صدقة ، ومن المعروف أن تلقى أخاك بوجه طلق ، وأن تفرغ من دلوك في إناء أخيك ([1]) .
فأرباب المشاهدة من الصوفية تنورت بصائرهم بنور المشاهدة , وانصقلت مراة قلوبهم , وانعكس فيها نور الجمال الازلى , واذا شرقت الشمس على المراة المصقولة استنارت الجدران .