ذكر الإمام الرافعي رحمه الله :
ان يوم دخل لصا إلى بيت السيدة رابعة العدوية رضي آلله تعالى عنها : بعد منتصف الليل من أجل السرقة فبحث فلم يجد شيئا إلا إبريق
فلما أراد الخروج : نادته السيدة رابعة : ياهذا ان كنت من الشطار فلا تخرج بغير شيء , فقال لها : إني لم أجد شيئا : فقالت له السيدة رابعة رضي آلله تعالى عنها : يا مسكين خذ هذا الابريق وتوضاء , وأدخل في هذا المحراب وصل ركعتين فإنك ما تخرج إلا بشيء .
ففعل أخذ الابريق وتوضاء ثم دخل محرابها
ثم رفعت السيدة رابعة العدوية : طرفها ويدها إلى السماء وقالت ( سيدي ومولاي هذا قد أتى بابي ولم يجد شيئا عندي وقد اوقفته ببابك فلا تحرمه من فضلك وثوابك
فلما فرغ من صلاته قذف الله تعالى في قلبه الإيمان فلذت له العبادة وما برح يصلي إلى ان خرج الفجر
فلما دخلت عليه فوجدته باكيا مصليا
فلما أراد الخروج تعذرا من السيدة رابعة العدوية
فسألته السيدة رابعة رضي آلله تعالى عنها : كيف كانت ليلتك ؟
فقال : وقفت بين يدي مولاي بذلي وافتقاري فقبل عذري وتوبتي وجبر كسري وغفر لي الذنوب وبلغني المطلوب
ثم خرج : فرفعت طرفها ويديها السيدة رابعة إلى السماء وقالت : سيدي ومولاي هذا وقف ببابك ساعة فقبلته وانا منذ عرفتك بين يديك هلا قبلتني ودموعها تجري
فنوديت : يارابعة من أجلك قبلناه وبسببك قربناه
فاخذها البكاء بشدة وراحت تقول ( ياسيدي ومولاي إلهي انارت النجوم ونامت العيون وغلقت الملوك أبوابها وخلا كل حبيب بحبيبه وهذا مقامي بين يديك ؛ إلهي هذا الليل قد ادبر وهذا النهار قد أسفر فليت شعري أقبلت مني ليلتي هذا ام رددتها علي فاعزي نفسي فوعزتك هذا دأبي ما احييتني واعنتني وعزتك لو طردتني عن بابك مابرحت عنه لما وقع في قلبي من محبتك ([1])
([1])كتاب كرامات الأولياء , متصوفة الزهاد الزاهدة التائبة رابعة العدوية شهيدة الحب الإلهي لرشيد سليم الجراح ص 96 , 97 , الروض الفائق في المواعظ والرقائق ص 196 .