ذكر الإمام البخاري حديثا طويلا قال فيه: ثم إن عروة يعني ابن مسعود جعل يرمق أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بعينيه، قال: فوالله ما تنخم رسول الله صلى الله عليه وسلم نخامة إلا وقعت في كف رجل منهم فدلك بها وجهه وجلده ، وإذا أمرهم ابتدروا أمره، وإذا توضأ كادوا يقتتلون على وضوءه، وإذا تكلموا خفضوا أصواتهم عنده وما يحدون إليه النظر تعظيما له، فرجع عروة إلى أصحابه فقال: أي قوم والله لقد وفدت على الملوك، ووفدت على قيصر وكسرى والنجاشي ، والله إن رأيت ملكا قط يعظمه أصحابه ما يعظم أصحاب محمد محمدا، والله إن يتنخم نخامة إلا وقعت في كف رجل منهم فدلك بها وجهه وجلده ، وإذا أمرهم ابتدروا أمره، وإذا توضأ كادوا يقتتلون على وضوئه، وإذا تكلموا خفضوا أصواتهم عنده وما يحدون إليه النظر تعظيما له ([1]) , قال الحافظ ابن حجر: في هذا الحديث التبرك بفضلات الصالحين([2])
أخرج البيهقي عن الزهري قال: حدثني من لا أتهم من الأنصار أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا توضأ أو تنخم ابتدروا نخامته فمسحوا بها وجوههم وجلودهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :لم تفعلون هذا ؟ قالوا: نلتمس به البركة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من أحب أن يحبه الله ورسوله فليصدق الحديث وليؤد الأمانة ولا يؤذ جاره([3]) .
([1]) البخاري في صحيحه , باب الشروط في الجهاد والمصالحة مع أهل الحرب وكتابة الشروط .
([2]) الحافظ ابن حجر في ((الفتح)) ج ٥ ص ٣٤١ .
([3]) كتاب حياة الصحابةج ٢ص ٣٢٥ , كذا في ((الكنز)) ج ٨ ص ٢٢٨ اه , افناع المؤمنين بتبرك الصالحين للشيخ عثمان بن عمر بن داود الشافعى