ورد أن أم سليم كانت تبسط للنبي صلى الله عليه وسلموسلم نطعا فيقيل عندها على ذلك النطع، قال: فإذا نام النبي صلى الله عليه وسلم أخذت من عرقه وشعره، فجمعته في قارورة ثم جمعته في سك وهو نائم، قال أي الراوي عن أنس: فلما حضر أنسَ بن مالك الوفاُة أوصى أن يجعل في حنوطه من ذلك السك قال: فجعل في نوطه ([1]) .
عن أنس ابن مالك رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يدخل بيت أم سليم فينام على فراشها وليست فيه، قال: فجاء ذات يوم فنام على فراشها فأتيت، فقيل لها: هذا النبي صلى الله عليه وسلم نام في بيتك على فراشك، قال: فجاءت وقد عرق واستنقع عرقه على قطعة أديم على الفراش، ففتحت عتيدتها فجعلت تنشف ذلك العرق فتعصره في قواريرها ، ففزع النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ما تصنعين يا أم سليم؟ فقالت يا رسول الله: نرجو بركته لصبياننا، قال: أصبت . ([2])
وفي بعض طرق حديث أنس : وهو أطيب الطيب([3]) .
عن ابن سعد أنه لما قال صلى الله عليه وسلم لأم سليم: ما تصنعين ؟ قالت له: آخذ هذه البركة التي تخرج منك([4]) .
أخرج أبو يعلى والطبراني من حديث أبي هريرة في قصة الذي استعان به صلى الله عليه وسلم على تجهيز ابنته فلم يكن عنده شيء ، فاستدعى بقارورة فسلت له فيها من عرقه ، وقال له: مرها فلتطيب به ، فكانت إذا تطيبت به شم أهل المدينة رائحة ذلك الطيب فسموا بيت المطيبين([5]). وسلت بمعنى أزال كما في (المصباح)
([2]) رواه الإمام مسلم في صحيحه في باب طيب عرقه صلى الله عليه وسلموالتبرك به .
([4]) سير أعلام النبلاء للإمام الذهبى ج 24 .
([5]) فتح الباري ج ٦ ص ٥٧٣ , إقناع المؤمنين بتبرك الصالحين .