ذكر شيخ الطريقة العلاوية أحمد بن مصطفى العلاوي المستغانمي أنه كان يميل في صباه إلى تعاطي بعض الخوارق..ثم شيئا فشيئا مَنَّ الله عليه ووجه إرادته إلى الأذكار والأدعية والأوراد والصلوات..فأقلع عن تعاطي الخوارق ولكنه بقي يأخذ الحَيَّة واستمر على التصرف فيها مع بعض أصحابه..إلا أن اجتمع بالشيخ محمد بن الحبيب البوزيدي شيخه المعروف فيما بعد..
فقال له الشيخ البوزيدي: بلغني أنك تأخذ الحَيَّة ولا تخشى من لسعها؟!..فأجابه الشيخ العلاوي: نعم..فقال له: هل يمكنك أن تريني ذلك؟..فأحضر الشيخ العلاوي حَيَّة وأخذ يقلب فيها كما هي عادته والشيخ البوزيدي ينظر إليه ثم قال له: هل تستطيع أن تأخذ حَيَّة أكبر منها؟..فقال له الشيخ العلوي: الأمر سيان عندي!..فعندها قال له الشيخ البوزيدي: سأدلك على واحدة هي أشد وأعظم فتكا من هذه الحَيَّة إن أمسكتها فأنت الحكيم حقا؟!..فقال له الشيخ العلوي: أين هي؟ فأجابه: هي نفسك التي بين جنبيك.. سُمّها أعظم بكثير من سُمّ هذه الحَيَّة..فإذا روَّضتها وأمسكتها فأنت العارف والحكيم حقا..فاذهب وافعل بها ما هو عادتك في هذه الحَيَّة الأصغر ولا تعُد لمثل هذا..فخرج الشيخ العلاوي وهو يتدبر في أمر هذه النفس التي سُمّها أشد بأسا وتنكيلا من سُمّ الحَيَّة..
[يراجع كتاب “الروضة السنية في المآثر العلاوية” للشيخ عدة بن تونس تلميذ الشيخ العلاوي]..