جاء في المواهب اللدنية : أنه صلى الله عليه وسلم كان يقول : زاهر باديتنا ونحن حاضرته، وكان صلى الله عليه وسلم يحبه، فمشى صلى الله عليه وسلم يوما إلى السوق فوجده قائما، فجاء من قبل ظهره وضمه بيده إلى صدره، فأحسّ زاهر بأنه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال: فجعلت أمسح ظهري في صدره رجاء بركته .
وروى الترمذي في الشمائل : عن أنس ابن مالك رضي الله عنه: أن رجلا من أهل البادية كان اسمه زاهرا، وكان يهدي إلى النبي صلى الله عليه وسلم هدية من البادية، فيجهزه النبي صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يخرج، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : إن زاهرا باديتنا ونحن حاضروه، وكان رجلا دميما فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم يوما وهو يبيع متاعه فاحتضنه من خلفه وهو لا يبصره فقال: من هذا؟ أرسلني، فالتفت فعرف النبي صلى الله عليه وسلم ، فجعل لا يألو ما ألصق ظهره بصدر النبي صلى الله عليه وسلم حين عرفه، فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يقول: من يشتري هذا العبد؟ فقال: يا رسول الله إذا والله تجدني كاسدا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : لكن عند الله لست بكاسد، أو قال: أنت عند الله غال. ([1])
أخرج ابن إسحاق عن حبان ابن واسع عن أشياخ من قومه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عدل صفوف أصحابه يوم بدر، وفي يده قدح يعدل به القوم، فمر بسواد بن غزية رضي الله عنه حليف بني عدي بن النجار وهو مستنصل من الصف- أي خارج- فطعنه في بطنه في القدح، وقال: استو يا سواد، فقال: يا رسول الله أوجعتني وقد بعثك الله بالحق والعدل فأقدني، فكشف رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بدنه فقال : استقد قال: فاعتنقه فقبّل بطنه، فقال: ما حملك على هذا يا سواد، فقال يا رسول الله حضر ما ترى فأردت أن يكون آخر العهد بك أن يمس جلدي جلدك، فدعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم بخير ([2])
([1]) ذكره الترمذي في باب مزاحه صلى الله عليه وسلم
([2]) الإصابة ج ٣ ص ٢١٨, المفاهيم ص ١٤٠ , افناع المؤمنين بتبرك الصالحين لشيخ عثمان بن عمر بن داود الشافعى .