قال سيدنا ذو النون المصري رحمه الله :
كنت في بعض سياحتي فإذا برجل بسيط
في وجهه سيما العارفين”
قلت: رحمك الله ما الطريق إليه؟؟؟
قال: لو عرفته لوجدتَ الطريق إليه”
قلت: وهل يعبده مَن لا يعرفه ؟
قال: وهل يعصيه مَن يعرفه ؟
قلت: أليس آدم عصاه مع كمال معرفته ؟
قال:((( فنسيَ ولم نجد له عزما ً)))
ثم قال: يا هذا دع الاختلاف والخلاف”
قلت: أليس في إختلاف العلماء رحمة ؟
قال: بلى إلا في تجريد التوحيد” قلت:
وما تجريد التوحيد ؟
قال : فقدان رؤية ما سواه معه لوحدانيته”
قلت: وهل يكون العارف مسرورا ً؟
قال: وهل يكون العارف محزوناً ؟
قلت: أليس من عرف الله طال هَمُّه ؟
قال: بل من عرف الله زال هَمُّه ووجد سعادته”
قلت: هل تغير الدنيا قلوب العارفين ؟
قال: إنهم دائماً حاضرون مع الله
لا تغير قلوبهم دنيا ولا آخرة”
قلت: أليس من عرف الله
صار مستوحشاً من خلقه”
قال: معاذ الله أن يكون العارف مستوحشاً
من شيء والله صاحبه وأنيسه ولكن يكون
جسدهُ مع الخلق وقلبه يبقى مُهاجراً إلى الحق”
قلت: هل يتأسف العارف على شيء غير الله ؟
قال: وهل يعرف غير الله فيتأسف عليه ؟
قلت: هل يشتاق العارف إلى ربه ؟
قال: وهل يغيب عن العارف ربه حتى يشتاق إليه
قلت: وما اسم الله الأعظم ؟
قال: أن تقول: (الله)
قلت: كثيراً ما قلتُ ولم يداخلني الهيبة والحضور قال:
لأنك تناديه بلسانك ولم تلاحظ حضوره في قلبك”
قلت عِظني قال: حسبك من المواعظ علمك
بأنه يراك ويضطلع على قلبك في جميع أحوالك”
فاحذر أن ينظر إلى قلبك فيجده مشغولا بمحبوب
سواه فيمقتك ويقطع حبل ودّه فيما بينه وبينك
فتهلك وتشقى إلى أبد الآبدين‘‘