التأدّب واجب مع سيّدنا رسول الله ﷺ وقولوا اللهمَّ صلّ على سيّدنا محمّد وعلى آله وصحبه وسلم
لفظة (سيّدنا) محمّد ﷺ:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ:
«أنا سيّد ولد آدم» أخرجه مسلم.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال ﷺ:
«أنا سيّد الناس يوم القيامة» متفق عليه.
فالنبي ﷺ هو سيد الأولين والآخرين، وسيد الخلق أجمعين اتفاقًا.
والأدب أن نقول: “سيّدنا محمّد” ولا نقول “محمد”
ولا أن نتحرّج فنقول “نبينا محمد” تهربًا من قول: “سيّدنا محمّد”
أما قوله ﷺ: “السيّد هو الله”
فإن السيّد الخالق هو الله تعالى، سيّد على كل خلقه ومن سواه عبيده.
وهناك سيادات أخرى مجازية للمخلوقات على بعضها، قال تعالى:
(أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى مُصَدِّقاً بِكَلِمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَسَيِّداً وَحَصُوراً وَنَبِيّاً مِنَ الصَّالِحِينَ) [آل عمران: 39]
فذكر أن يحيى عليه السلام سيّدٌ.
عن سليمان بن موسى قال: «لكل شيء سيّد، وسيّد المجالس مستقبل القبلة»
أما حديث “السيد هو الله”
فإن ذلك كان في بداية الرّسالة لقومٍ حديثي عهدٍ بإسلام، لهم رؤساء وملوك وأكابر يعظمونهم، وينقادون لأمرهم، ويسمونهم السادات كما حكى القرآن الكريم عن ذلك:
(وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا) [الأحزاب: 67]
فكانوا يظنّون أن سيادة النّبوة والإسلام هي كسيادة الجاهلية التي كانوا يعرفونها، وعندما نزل الوحي مخبراً:
(إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ) [الحجرات: 13] وفقه المسلمون الفرق بين الجاهلية والإسلام، والإيمان والكفر، والتّقوى والفسوق، ونزل الوحي يعلّمهم الأدب مع رسول الله ﷺ عرفوا الفرق بين سيادة الجاهلية وبين سيادة الإسلام والتقوى والإيمان
فقال ﷺ: (أنا سيّد ولد آدم ولا فخر)
وقال ﷺ: (قوموا إلى سيّدكم) يعني سعداً بن معاذ،
وقال ﷺ: (فاطمة سيّدة نساء العالمين)
وقال ﷺ: (الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنّة في الجنّة)
وقال ﷺ: (أبو بكر وعمر سيّدا كهول أهل الجنّة في الجنّة)
وقال ﷺ: (علي سيّد في الدنيا وسيّد في الآخرة)
ولا يمكن أن يتناقض رسول الله ﷺ لأنّه معصوم: (وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحيٌ يوحى)
وفهم الصحابة رضوان الله عليهم ذلك، فقال سيّدنا عمر رضي الله عنه:
(أبو بكر سيّدُنا وأعتق سيّدَنا) يعني بلالًا رضي الله عنه،
وغير هذا كثير من النّصوص الثّابتة في السيادة.
وقد ورد في بعض النّصوص أنّه ﷺ قال:(أنا سيّد النّاس يوم القيامة)
وإنما ذكر يوم القيامة لأنّ ذلك اليوم يوم حق، وتظهر سيادته ﷺ على كل الخلائق، خاصّة للذين كذّبوه وكفروا به ونازعوه السّيادة في الدنيا.
فقال رسول الله ﷺ:
«أنا سيّد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر وبيدي لواء الحمد ولا فخر وما من نبي يومئذ آدم فمن سواه إلا تحت لوائي وأنا أوّل من تنشق عنه الأرض ولا فخر»
إظهاراً لفضله على من سواه يوم القيامة.
فتأدَّبوا مع سيّدنا محمّد رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم.