ورد أن طالباً سأل شيخَهُ فقال :
هل تتغيّر الأقـدار يـا شيخي ؟
فردَّ الشيخ :
أوَ ما بَلغَك أن الدُّعاء يُصارع الأقدار ..
وأنّ ثَمّة دعاء من قوته وكثرة إلحاح صاحِبه وشدّة توسله يغلب أقداراً تنزَّلت و شارفت على الوقوع ..!
و أنّ ثمّة من يُتقنون الدّعاء بكثافة حتى تتنادى لدموعِهم ملائكة السماء !
يـا بُنيّ .. إنّ الدعاء بعضٌ من إرادة الله .. فتعلّم كيف تفر من قدر يُرهقك إلى قدر خير منه ..
و كيف تفر من رمادية الأيام الى ألوان الفرح ومـواسم الشـتاء ..
وذلك فقط إذا علَّمت رُكبتيك كيف تجثو في الأسحار ..!
يا بُنيّ .. في ( لحظة ما ) ربما تُبعِثر الريح من حولك كلّ شيء .. حتى سقف بيتك .. لكنّها في الحقيقة تكون مأمورة بذلك ؛ فهي تعيد ترتيب كل شيء لك !
إن كلماتك في السُّجود .. تشتدّ كل ليلة كَسِياج .. حتى يتطاول لك البُنيان ..
وفي لحظة اكتمال .. سيبدو لك جليّاً أين كانت تذهب تلك الأنّات وتلك الدعوات ..!
يـا ولدي .. ثق أنَّ الدُّعاء يعيدُ ترتيب المشهد ..