النبوءات عن انتقال الخلافة لبنى العباس وعلاقة ذلك بالإمام المهدى

ان خلافة بنى العباس ترتبط ارتباطاً وثيقاً بمهدى آخر الزمان ، وقد كان لدى بنى العباس آثاراً عن النبى صلى الله عليه وسلم ان الخلافة ستؤول اليهم .

ومن ذلك ورد فى الحيث الشريف انه دخل العباس بن عبد المطلب وعلى رضى الله عنهما على النبى صلى الله عليه وسلم فناجا.ه النبى صلى الله عليه وسلم دون على فقال صلى الله عليه وسلم: : لا يكن فى نفسك شيئأً يا على فانه لي.س لك من هذا الامر نصيب الا نصيباً خسيساً ـ يقصد الخلافة ـ “.

وقد تحققت نبوءة النبى صلى. الله عليه وسلم حيث ان سيدنا على قد تولى الخلافة ولم تصفو له يوماً بل كانت كلها قلاقل من ناحية الخوارج ومن ناحية الأمويين بقيادة معاوية بن ابى سفيان بل ومن ناحية بعض الصحابة الكرام مثل الزبير وطلحة والس.يدة عائشة رضى الله عنهم وأرضاهم.

عن ابن عباس – رضي الله عن.هما – قال: حدثتني أم الفضل قالت: مررت بالنبي صلى الله عليه وسلم فقال: «إنك حامل بغلام، فإذا ولدت… فأتني به»، فلما ولدت.. أتيت به النبي صلى الله عليه وسلم فأذن في أذنه اليمنى، وأقام في أذنه اليسرى، وألبأه من ريقه، وسماه عبد الله، وقال: «اذهبي بأبي الخلفاء»، فأخبرت العباس، فذكر ذلك لرسول الل..ه صلى الله عليه وسلم فقال: «هو ما أخبرتك، هو أبو الخلفاء، حتى يكون منهم السفاح، حتى يكون منهم ال.مهدي، حتى يكون منهم من يصلي بعيسى ابن مريم عليه السلام» أورده أبو نعيم فى الدلائل ..

عن ثوبان رضي الله عنه قا.ل: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : رأيت بني مروان يتعاورون على منبري فسائني ذلك، ورأيت بني .ا.لعباس يتعاورون على منبري فسرني ذلك “ الديلمى فى ( مسند الفردوس ) . .

عن عائشة رضي الله عنهما مرفوعا ” سيكون لبني العباس راية و لن تخرج من أيديهم ما أقاموا الحق “ الديلمى مسند الفردوس , تاريخ الخلفاء للمام السيوطى

وقد كان ايضاً لبنى امية علم بان الخلافة ستصير الى بنى العباس

عن علياً عليه السلام يقول : دخل العباس على رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم، وأنا عنده في منزل أم سلمة، وهو متوسد وسادة أدم محشوة ليفاً فألقاها إلى العباس وقال له : اجلس عليها ، قال ، وأقبل عليه يناجيه دونيب شيء لمأ سمعه ،ثم نهض،فخرج ،فلما توارى، قال : ياعلي هوَّن على نفسك ، فليس لك في الأمر نصيب بعدي إلانصيب خسيس ، وإن هذا الأمر فيهذا وفيولده ،يأتيهم الأمر عفواً عن غير جهد طلبٍ، حتى تدركوا بثأركم وتنتقموا ممن أساء إليكم. كتاب اخبار العباس وولده صفحة  76

عن ابن عباس رضى الله عنهما قال : حدثتنى ام الفضل قالت مررت بالنبى صلى الله عليه وسلم فقال : انك حامل بغلام فإذا ولدته فأتينى به . قالت : يا رسول الله أنَّى لى ذلك وقد تخالفت قريش ألا يأتو النساء ؟ قال : هو ما أخبرتك ، قالت : فلما ولدته أتيته فأذَّن فى أذنه اليمنى وأقام فى اليسرى وألبأه من ريقه وسماه عبد الله ، وقال : اذهبى بأبى الخلفاء ، فأخبرت العباس فأتاه فذكر له ، فقال : هو ما أخبرتها هذا ابو الخلفاء حتى يكون منهم السفاح وحتى يكون منهم المهدى ” رواه الطبرانى فى المعجم  الكبير / 10580 ، وفى المعجم الاوسط / 9250 ، ورواه الهيثم فى مجمع الزوائد / 8956

عن عبد الله بن عباس رضى الله عنهما عن ام الفضل زوج العباس بن المطلب وجاء فيه ”  أن النبى صلى الله عليه وسلم أذَّن فى أذنه اليمنى وأقام فى اليسرى ، ثم قال لأمه : اذهبى بأبى الخلفاء ، فأخبرت العباس فأتاه فذكر له ، فقال : ما شئ أخبرتنى به ام الفضل عن مولودنا هذا ، قال : عم يا عباس إذا كان سنة ثلاثين ومائة فهى لك ولولدك منهم السفاح ومنهم المنصور ومنهم المهدى  ” تهذيب تاريخ بن عساكر ص 7 : 247 وانظر الفخرى فى الاداب السلطانية ص 125 .

عن ابى هريرة رضى الله عنه قال : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ” انى رأيت فى منامى كأن بنى الحكم بن أبى العاص ينزون على منبرى كما تنزو القردة ، قال : فما رؤى النبى صلى الله عليه وسلم مستجمعاً ضاحكاً حتى توفى ” هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه رواه الحاكم النيسابورى فى المستدرك ـ كتاب الفتن

عن ابى هريرة رضى الله عنه قال : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى ف منامه كأن بنى الحكم ينزون على منبرى وينزلون فاصبح كالمتغيظ ، فقال : ما لى  رأيت بنى الحكم ينزون على منبرى نزو القردة ، قال : فما رؤى النبى صلى الله عليه وسلم مستجمعاً ضاحكاً بعد ذلك حتى مات صلى الله عليه وسلم ” رواه ابو يعلى ورجاله رجال الصحيح غير مصعب بن عبد الله بن الزبير وهو ثقة .

عن ثوبان قال : كأن  رسول الله صلى  الله عليه وسلم نائماً واضعاً رأسه على فخذ أم حبيبة  بنت ابى سفيان فنحب ثم تبسم ، فقالوا : يا رسول الله ، رأيناك نحبت ثم تبسمت ، فقال :” رأيت بنى مروان يتعاورون على منبرى فساءنى ذلك ، ثم رأيت بنى العباس يتعاورون على منبرى فسرنى ذلك “

ما ذُكر من أمر منع الامويون زواج بنى العباس من أى أمراءة حارثية ـ أى من بنى الحارث بن كعب :

وفى الخبر ” سألت النقيب أبا جعفر يحيى بن محمد بن أبى زيد ـ رحمه الله تعالى ـ فقلت له من أى طريق عرف بنو أمية أن الامر سينتقل عنهم ، وانه سيليه بنو هاشم ، واول من يلى منهم يكون اسمه عبد الله ولما منعوهم عن مناكحة بنى الحارث بن كعب لعلمهم ان أول من يلى الأمر من هاشم تكون أمه حارثية ، وبأى طريق عرف بنو هاشم أن الامر سيصير اليهم ، ويملكوا عبيد أولادهم حتى عرفوا صاحب الامر بعينه كما قد جاء فى هذا الخبر ” انظر الخبر فى الكامل للمبرد 2 : 217 ، اخبار الدولة العباسية ص 135 ، والعقد الفريد 5 : 103 ، والبدء والتاريخ 5 : 105 ، 6 : 57 ، وشرح نهج البلاغة 7 : 148 ، ووفيات الاعيان 3 : 274 ، والفخرى فى الاداب السلطانية 125 ، وشذرات الذهب 1 ـ 148 .

قال اليعقوبى ” قدم محمد بن على بن عبد الله على هشام ومعه ابنه ابو العباس غلام ، فلما خرج من عنده قال لبعض اصحابه : شكوت الى امير المؤمنين ثقل الدين وكثرة العيال فاستهزأ بى وقال ” انتظر ابن الحارثية ، يعنى هذا الغلام ” . تاريخ اليعقوبى  2 : 322 ، وانظر الإمامة والسياسة 2 : 132 .

 من كتاب ( المهدى المنتظر وعلوم آخر الزمان )

لفضيلة الأستاذ الدكتور / محمد عبدالله الأسوانى

من إصدارات مجلة روح الإسلام