النور ينتقل من الأصلاب الطيبة إلى الأرحام الطاهرة

سلسلة أنت مع من أحببت 3

النور ينتقل من الأصلاب الطيبة إلى الأرحام الطاهرة :

لما نفخ الروح في أبينا آدم عليه السلام كان نور نسمة سيدنا محمد ﷺ يلمع في جبهته كالشمس المشرقة ، ثم انتقل ذلك النور من صلب أبينا آدم عليه السلام إلى رحم أمنا حواء ولم يزل ينتقل من أصلاب الطاهرين إلى أرحام الطاهرات.

وهكذا إلى أن وصلت النوبة إلى عبدالله بن عبدالمطلب ، فلما أودع ذلك في صلبه لمع ذلك النور من جبهته فظهر له جمال وبهجة فكانت نساء قريش يرغبن في نكاحه.

وقد حفظ الله تعالى نسبه الشريف من سفاح الجاهلية.

فعن واثلة ابن الأسقع رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( إن الله اصطفى كنانة من ولد اسماعيل واصطفى قريشا من كنانة واصطفى من قريش بني هاشم واصطفاني من بني هاشم ).[ رواه مسلم ]

وروى الترمذي عن العباس رضى الله عنه قال : قال رسول اللهﷺ (إن الله خلق الخلق وجعلني من خيارهم ، ثم تخير القبائل فجعلني في خير قبيلة ، ثم تخير البيوت فجعلني في خير بيت فأنا خيارهم نفساً وخيرهم بيتاً).

وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «لَم يلتَق أبَوَاي قَطُّ عَلَى سِفَاح، لمْ يزَلِ الله يَنْقُلُني مِن الأصْلاب الحَسَنةِ إِلىَ الأرْحَامِ الطَّاهِرَةِ مُصَفَّى مُهَذَّبًا لا تَتَشَعَّبُ شُعْبَتَانِ إِلا كُنْتُ فِى خَيْرهِمَا» [ رواه الإمام السيوطي في “الجامع الكبير ]

وعلى ذلك كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بشرًا لحمًا ودمًا، اختاره الله تعالى من أطهر الأنساب، وأنقى الأصلاب، وأطهر الأرحام، انتقل من أصلاب الرجال إلى أرحام النساء حتى استقر في بطن أمه السيدة آمنة بنت وهب.

وقالَ بعضُ العارفينَ: (ولما أُمَر الملائكة بالسجود لآدم فالمسجود له حقيقة هو الله تعالى ، وآدم عليه السلام كالقبلة، وتلك القبلة المقصد الأعظم منها إنما هو النور المحمدي، الذي في جبهته ولَمَّا حَمَلَتْ حَوَّاءُ عَلَيْهِا السَّلَامُ بشيث انتقل ذلك النور إليها ، ثم لما وضعته عليها السلام ظهر ذلك النور في جبهته و كان هو وصي آدم عَلَيْهِ السَّلَامُ على ذريته، وأوصاه آدم: أن لا يضع ذلك النور إلا في المطهرات من النساء، و لم تزل هذه الوصية جارية بينهم، تنتقل من قرن إلى قرن، إلى أن وصل ذلك النور إلى جَدُّهُ عَبْدُ المُطَّلِبِ، ثم إلى إبنه عَبْدُ اللهِ، ثم إلى أُمّهُ آمِنَةُ ، وطهر اللّه تعالى هذا النسب من سفاح الجاهلية).

(السيرة النبوية أحمد زيني دحلان مفتي ديار مكة في هامش السيرة الحلبية ج 1ص8).

والعجيب أن هؤلاء الآباء حتى الذي كان يأتى منهم في فترة ليس فيها أنبياء كان يوجهه الله إلى الفطرة الإلهية.

وقد صح في أحاديث كثيرة أنه ﷺ قال:(لَمْ أَزَلِ أُنْقَلُ مِنْ أَصْلَابِ الطَّاهِرِينَ إلَى أَرْحَامِ الطَّاهِرَاتِ).

وفي رواية:(لمْ يزَلِ الله يَنْقُلُني مِن الأصْلاب الحَسَنةِ إِلَى الأرْحَام الطَّاهِرَة).

وقد علق مفتي ديار مكة المكرمة على هذه الرواية بقوله:

« فالكافر لايوصف بأنه طاهر »

ففيه دليل على طهارة آبائه وأمهاته من الكفر.

قَالَ الْإِمَامُ ابْن الْكَلْبِيّ:(كَتَبْتُ خَمْسَمِائَةِ أُمٍّ لرَسُولِ اللَّهِ ﷺ كلهنَّ طيَّبات طَاهِرات ).

صلى الله على محمد صلى الله عليه وسلم

❤️💚❤️💚❤️

بقلم الشيخ / مصطفى الأقرع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Sahifa Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.