تمر الأيام والليالى ويأتبنا شهر رمضان المبارك وتمتلئ المساجد بالمصلين فى قيام رمضان وهناك من يصلى ثمانى ركعات وهناك من يصلى أكثر من ذلك ، ولكن هناك من ينكر الصلاة فوق الثمانى ركعات ويدعى أنها بدعة منكرة ، ولكن هناك الكثير من الأدلة على مشروعية القيام بأكثر من ثمانى ركعات فقد قال النبى صلى الله عليه وسلم حينما سأله رجل كيف صلاة الليل ؟ قال : مثنى مثنى فإن خفت الصبح فأوتر بواحدة ” فالنبى صلى الله عليه وسلم لم يحدد عدد الركعات منعًا للتضييق أو التشديد فليصلى المسلم كيف يشاء فإن خاف الصبح فليوتر فعدم تحديد الركعات هو المتفق عليه عند العلماء
عن السائب بن يزيد: كانوا يقومون فى زمن عمر بن الخطاب بعشرين ركعة ([1]) .
عن يزيد بن رومان قال: (كان الناس يقومون في زمان عمر بثلاث وعشرين ([2])
قال القاضى عياض : ولا خلاف أنه ليس فى ذلك حد لا يزيد عليه ولا ينقص منه ، وأن صلاة الليل من الطاعات التى كلما زاد فيها زاد الأجر .
عن أبن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلى رمضان عشرين ركعة والوتر([3]) .
قال الإمام السيوطى : أن هذا الحديث ضعيف ، ثم قال : ثم رأيت فى تخريج أحاديث الشرح الكبير لشيخ الإسلام ابن حجر ما نصه : قال الرافعى : أنه صلى الله عليه وسلم صلى بالناس عشرين ركعة ليلتين فلما كان فى الليلة الثالثة اجتمع الناس فلم يخرج إليهم ثم قال فى الغد : ” خشيت أن تفرض عليكم فلا تطيقوها ”
من آراء العلماء :
قال الإمام مالك : التراويح ست وثلاثون ركعة لقول نافع : أدركت الناس وهم يقومون رمضان بتسع وثلاثون ركعة ، وبعشرين ركعة ([4])
قال الدسوقى : كان عليه عمل الصحابة والتابعين , وقال ابن عابدين : كان عليه عمل الناس شرقًا وغربًا .
قال الإمام أبو حنيفة : التراويح سنة مؤكدة ، ولم يتخرجه ـ أى العدد ـ عمر من نفسه ولم يكن فيه مبتدعًا ولم يأمر به إلا عن أصل لديه وعهد من رسول الله صلى الله عليه وسلم ([5]) .
قال المالكية : القيام فى رمضان بعشرين ركعة أو بست وثلاثين ـ واسع ـ أى جائز فقد كان السلف من الصحابة ـ رضوان الله عليهم ـ يقومون فى زمن عمر بن الخطاب ـ رضى الله عنه ـ فى المساجد بعشرين ركعة ثم يوترون بثلاث ثم صلوا فى زمن عمر بن عبد العزيز ستا وثلاثين ركعة غير الشفع والوتر ، وقالوا : كره مالك نقصها عما جعلت بالمدينة([6])
قال الشافعية : ولأهل المدينة فعلها ستًا وثلاثين ركعة([7]) .
قال الحنابلة : لا ينقص من العشرين ركعة ولا بأس بالزيادة عليها نصًا ، وقال عبد الله بن أحمد : رأيت أبى يصلى فى رمضان ما لا يحصى([8]) .
وقال الترمذي : أكثر ما قيل فيه أنها تُصلى إحدى وأربعين ركعة يعني بالوتر – كذا قال -.وقد نقل ابن عبد البر، عن الأسود بن يزيد: تُصلى أربعين، ويوتر بتسع، وقيل: ثمان وثلاثين([9])
قال الباجى : يحتمل أن يكون عمر أمرهم فى بادئ الأمر بإحدى عشرة ركعة بطول القراءة لأن التطويل فى القراءة أفضل ، فلما ضعف الناس عن ذلك أمرهم بثلاث وعشرين ركعة على وجه التخفيف عنهم من طول القيام واستدرك بعض الفضيلة بزيادة عدد الركعات .
وقال صلى الله عليه وسلم بأن الحق ينطق على لسان عمر وقال : ” اقتدوا باللذين من بعدى أبى بكر وعمر ” فالذى يصلى عشرين ركعة إنما هو مقتديً برسول الله لأنه أطاع رسول الله صلى الله عليه وسلم فى اقتدائه بعمر .
([3]) رواه ابن أبى شيبة فى مسنده .
([4]) الحاوى للفتاوى للإمام جلال الدين السيوطى , كتاب الصلاة ص 336 .
([5]) كتب الفقه على المذاهب الأربعة
([6]) غنية المتملى فى شرح منية المصلى وغنية المبتدى المعروف بالحلبى الكبير , ج 2 ص 192 , ط دار الكتب العلمية .
([7]) حاشية البيرمجى على الخطيب الشربينى ج 2 كتاب الصلاة ص 66 .
([8]) مطالب أولى النهى 1/536 , كشاف القناع 1/425 , غنية المتمنى المعروف بالحلبى الكبير ج 2 ص 193 .
([9]) فتح البارى بشرح صحيح البخارى ج 4 كتاب صلاة التراويح , ص 298 .