(واعلم) أن أهل الطريق جعلوا اجتماع المريدين بعضهم ببعض من الأمور المطلوبة، وذلك ليقتبسوا من بعضهم مكارم الأخلاق ونفائس الشيم، وليهمم بعضهم بعضا في الإقبال على مولاهم، ويتعاونوا على الاشتغال بطاعته والقيام بما يقرب إليه، ولبذل النصيحة بينهم فيما يحصل من الهفوات، ليتعلم جاهلهم ويتنبه للصواب عارفهم، فإن المريد لا يمكن أن يحيط بمعرفة ما يعوقه في هذه الطريق، وربما دست عليه نفسه ذلك في أمر من الخيرات.
ومن عادة النفوس استخفافها بوقوع الأمور التي لا تُنهى عنها ولو علمت أنها خطا كما هو مشاهد، فهي في غاية الاحتياج لمن ينبهها على ذلك.
من رسالة (مصباح الأرواح في سلوك طريق الفتاح)
لسيدي الشيخ أحمد أبي الوفاء الشرقاوي رضى الله عنه