سافر العارف بالله الشيخ محمد عبد الرحيم النُّشَّابي خطيب الجامع الأحمدي، وشيخ الغربية.. إلى أوربا مع بعض أعيان طنطا، لتهنئة الخديو عباس لنجاته بعد إطلاق الرصاص عليه بيد إنجليزية، سنة 1914م، فصار يجهز من الزاد والأطعمة ما يكفيهم مدة السفر إلى عودتهم، وصار يعمل على تعبئة ذلك في حقائب، فكان رفاقه يتألمون من ذلك في نفوسهم، وكان السيد حسين القصبي يقول لمن حوله: (الشيخ يجهز الأطعمة كأننا نذهب إلى مولد، قولوا له: نحن نذهب إلى أوربا بلاد الحضارة، ومعنا ما يكفينا من النقود الذهبية)، لكنهم كانوا لا يستطيعون مشافهة الشيخ بذلك، فحجزهم الإنجليز في البحر مدة كبيرة، فكان الشيخ النُّشَّابي يوزع عليهم الأطعمة بنفسه، وبحساب، وعند نفاد كل ما في حقائبهم من الزاد جاء الأمر برفع الحجز عنهم، فكان رحمه الله يقول للسيد حسين القصبي: أعطنا يا سيد حسين جنيهين من الذهب الذي معك، نغمس به الخبز!!!.