كان الواعظ العام العلامة التقي الصالح الشيخ علي الجِرْبي (ت1353هـ)، واعظُ القُطر المصري، وشيخ الطريقة الشاذلية الإدريسية.. قد أوتي في الوعظ، والتذكير بالله، وامتلاك نواصي القلوب حظًّا عظيما، مع ارتفاع شأنه عند الأمراء والوجهاء.
وكان له غرائب وعجائب في الوعظ، وقد عُين واعظًا بالسجون المصرية للرجال والنساء، فتاب على يده ما لا يحصى من المجرمين.
وكان ينتهز فرصة اجتماع الناس بأسواق البلاد وبالمراكز والأندية والموالد وساحات المديريات وعربات السكة الحديد ومحطاتها وفي المآتم والأفراح، فيقف في الجموع العظيمة والمواقف الرهيبة ليعظ ويرشد.
وقد آتاه الله قوة أدبية جعلته خطيبا مؤثرا، تهتز له القلوب، ويملك زمام الأفئدة، وقد أدركه الشيخ محمد زكي الدين إبراهيم وكان يحكي عجائب عن تقواه ووعظه.
ولما أن اشتهر أمر الشيخ الشعراوي كان قدامى الأزهريين يقولون: (إنه يقلد الشيخ الجربي).
وقد عاش حتى جاوز العقد التاسع من عمره، وله سياحات عظيمة ببلاد الحجاز وبلاد العرب وسوريا وتركيا، واجتمع بكثيرين من أفاضل الغرب والهند والعجم وغيرهم، وأخذ عنه كثيرون منهم
رضي الله عن الشيخ الجربي والشيخ الشعراوي وعنا بهم آمين