ومنهم السري السقطي -رحمه الله- ت ٢٥٣ هـ
أبو الحسن سرى الدين بن المغلس السقطي الذي ينتمي إليه أكثر مشايخ الصوفية ، أحد علماء أهل السنة والجماعة في القرن الثالث الهجري وأول من تكلم في بغداد في التوحيد وحقائق الأحوال، يقول عنه أبو عبد الرحمن السلمي أنه «إمام البغداديين وشيخهم في وقته».
وكان تلميذ معروف الكرخي وخال الجنيد وأستاذه حكى عنه المؤرخون بعض المجاهدات مارسها أثناء نزوله في أرض الروم
انظر: تاريخ بغداد ج ٩، ص ١٨٨
ويتجلى رأيه في الجهاد حين فسر لأهل الثغر الآية الكريمة: “اصبروا وصابروا ورابطوا” فقال: صابروا عند القتال بالثبات والاستقامة.
قال الحسن البزار: سألت أحمد بن حنبل عن السري بعد قدومه من الثغر فأثنى عليه (صفة الصفوة ج ٢، ص ٣٧٨
من كلامه من صفات الصوفي أن لا يتكلم بباطن علم، ينقضه عليه ظاهر الكتاب والسنة.
من أقواله :
- « ثلاث من كن فيه استكمل الإيمان: من إذا غضب لم يخرجه غضبه من الحق، وإذا رضي لم يخرجه رضاه إلي الباطل؛ وإذا قدر لم يتناول ما ليس له. »
- قال السري: «الناس في الأعمال يتقاربون، وإنما قارب من قارب، بحسن الأدب بين يدي الله تعالى».
- « الشكر ثلاثة أوجه: للسان، وللبدن، وللقلب. فالثالث أن يعلم أن النعم كلها من الله، الثاني ألا يستعمل جوارحه إلا في طاعته بعد أن عافاه الله، والأول دوام الحمد عليه. »
- « من أراد أن يسلم دينه، ويستريح قلبه وبدنه، ويقل غمه، فليعتزل الناس، لأن هذا زمان عزلة ووحدة »
- « الأدب ترجمان العقل »
- « من خاف اللهَ خافه كلُّ شيءٍ »
- « من علامة الاستدراج للعبد عماه عن عيبه واطلاعه على عيوب الناس »
- قال: « لو أشفقت هذه النفوس على أبدانها شفقتها على أولادها للاقت السرور في معادها. »
- قال: « المغبون من فنيت أيامه بالتسويف. »
- قال: « احذر أن تكون ثناءً منشورا وعيبا مستورا. »
- قال: « التوكل الانخلاع عن الحول والقوة. »
- قال: « أربع خصال ترفع العبد: العلم والأدب والعفة والأمانة. »
- قال: « تصفية العمل من الآفات أشد من العمل. »
- قال: « من استعمل التسويف طالت حسرته يوم القيامة. »
- قال أبو بكر العطشي للسري السقطي: « ماذا أراد أهل الجوع بالجوع، فقال: ماذا أراد أهل الشبع بالشبع، إن الجوع أورثهم الحكم، وإن الشبع أورثهم الغم. »
- قال: « من لم يعرف قدر النعم سُلِبها من حيث لا يعلم، ومن هانت عليه المصائب أحرز ثوابها. »
- ال: ا« جعل فقرك إلى الله تستغني به عمن سواه. »
- قال: « أحسن الأشياء خمسة: البكاء على الذنوب، وإصلاح العيوب، وطاعة علام الغيوب، وجلاء الرين عن القلوب، وأن لا تكون لما تهوى ركوب. »
- قال السري: « أشتهي ان أموت ببلد غير بغداد. فقيل لمَ؟ فقال أخاف أن لا يقبلني قبري فأفتضح. »
- قال: « المتصوف اسم لثلاث معان: هو الذي لا يطفئ نور معرفته نور ورعه، ولا يتكلم بباطن في علم ينقضه عليه ظاهر الكتاب و السنة، ولا تحمله الكرامات على هتك أستار محارم الله“. »