لما مرضت السيدة فاطمة رضي الله عنها مرض الموت الذي توفيت فيه , دخلت عليها السيدة ” أسماء بنت عميس ” رضي الله عنها تعودها وتزورها , فقالت السيدة «فاطمة» للسيدة ” أسماء ” .
والله إني لأستحيي أن أخرج غدا ، (أي إذا مت) على الرجال فيرون جسمي من خلال هذا النعش , وكانت النعوش آنذاك عبارة عن خشبة مصفحة يوضع عليها الميت ثم يطرح على الجثة ثوب , ولكنه كان يصف حجم الجسم , فقالت لها «أسماء» أوَ لا نصنع لك شيئاً رأيته في الحبشة؟ !
فصنعت لها النعش المغطى من جوانبه بما يشبه الصندوق، ودعت بجرائد رطبة فحنتها ثم طرحت على النعش ثوباً فضفاضا واسعا فكان لا يصف !
فلما رأته السيدة فاطمة» قالت للسيدة أسماء ” سترك الله كما سترتيني” ([1])
سبحان الله تستحيي وهي ميتة مكفنة في خمسة أثواب !
ما الذي سيظهر منها ؟
ومن الذين سيحملونها ؟
وهل هو موقف فيه فتنة ؟
لله درُّها تستحي وهي ميتة , فما بال الأحياء لا يستحون ؟!
([1])أخرجه الحاكم في “فضائل فاطمة” 86 , وأبو نعيم في “حلية الأولياء” 2/ 43 , البيهقي في “الكبرى” 4/ 34 , ابن عبد البر في “الاستيعاب” 4/ 1897 , جمع الجوامع 1/15 الجامع الكبير في الحديث والجامع الصغير وزوائده ج11 للسيوطى