أهل المعرفة فى الدنيا ثلاث منازل

يقول الإمام الحسن البصري رحمه الله :
أهل المعرفة في الدنيا على ثلاث منازل :
رجل لقي العبادة فعانقها وخلط بها لحمَه ودمَه ، وفزع إليها قلبُه ، وعًلِمَ أن الله تعالى رازقُه وكافيه ، فوثِقَ بوعده فلم يشغل نفسه بشيء من أمور الدنيا ، جعل السماء سقفه ، والأرضَ بساطه ، ولا يبالي على يُسرٍ أصبح أم على عُسر ، أمسى يعبد الله تعالى حتى يأتيَه اليقين ، فهذا الضرب في الدنيا أعز من الكبريت الأحمر .

ورجل آخر لم يصبر كما صبر الأول ، فطلب كِسْرَةً من حِلِّها ، يقيم بها صُلْبَهُ ، وخِرْقة يواري بها عورته ، وبيتاً يسكنه ، وزوجة يستعفُّ بها ، وهو مع ذلك شديد الخوف عظيم الرجاء ، فهو على طريق حسن .

وأما الثالث فإنه لا يصدق الله بقوله ، فيبني القصرَ المشيد ، ويركب المركب الفَرِهَ , ويستخدم الخدم ، فليس له في الآخرة من خَلاق إلا من يرحمه أرحم الراحمين.

حالة أهل الحقيقة مع الله

Sahifa Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.