كان حبيب العجمي يخدم الحسن البصري , فصنع حبيب طعاماً لإفطارهما , وإذا بسائل فأعطاه جميعه .
فقال الحسن يا حبيب إنك كثير اليقين قليل العلم , فهلا أعطيته النصف ونتقوت بالنصف , فقال يا سيدي ثوابه لك , وأنا أستغفر الله .
فلما جن الليل وإذا بقارع على الباب , فخرج حبيب فوجد عبدا معه طعام كثير , والشتاء ينزل والغلام يبكي فقال له ما هذا قال طعام قال لي سيدي , أن قبله منك الحسن البصري فأنت حر لوجه الله وقد طال علي الرق , فقال حبيب لا إله إلا الله عتق رقبة واطعام جائع ثم دخل به على الحسن , وقال يا سيدي إنك كثير العلم قليل اليقين فقال يا حبيب تقدمناك وسبقتنا ([1])
([1]) ايقاظ الهمم في شرح الحكم لابن عطاء الله السكندرى , لابن عجيبة الحسينى , ص 353 .