علم المعرفة : هو العلم بالله تعالى،
وهو نور من أنوار ذي الجلال،
وخصلة من أشرف الخصال،
أكرم الله به قلوب العقلاء،
فزينها بحسن جماله، وعظيم شأنه،
وخص به أهل ولايته ومحبته،
وفضَّله على سائر العلوم،
وأكثر الناس عن شرفه غافلون،
وبلطائفه جاهلون،
وعن عظيم خَطره ساهون،
وعن غوامض معانيه لاهون،
فلا يُدركه إلا أرباب القلوب الموفقون،
وهذا العلم أساسٌ بُنيت عليه سائرُ العلوم،
به يُنال خير الدارين، وعز المنزلين،
وبه يَعرف العبد عيوب نفسه، ومِنَن ربه، وجلال ربوبيته، وكمال قدرته،
به يطيرُ سِرُّ العبد بجناح المعرفة في سرادقات لطائف القدرة،
ويجول حول منتهى العزة،
ويرتعُ في روضات القدس،
فلا تتم العلوم كلها دون امتزاج شيء منه بها،
ولا تفسد الأعمال إلا بفقده،
ولم تسكن إليه قلوبٌ نظر الله إليها بالرأفة والرحمة،
وأمطر عليها أمطار الفهم والبلاغة،
وطيبها برياحين اليقين والفِطنة،
وجعلها موضع العقل والفراسة،
وطهرها من أدناس الجهالة والغفلة،
ونوَّرها بمصابيح العلم والحكمة
من كتاب حالة أهل الحقيقة مع الله للإمام الرفاعى رحمه الله