كان إسحاق بن عباد البصري نائماً، فرأى في منامه قائلاً يقول له: أغِثِ الملهوف.
فاستيقظ فسأل: هل في جيرانه محتاج؟
قالوا: ما ندري؟
ثم نام فأتاه ثانياً وثالثاً ، فقال له: أتنام ولم تُغِثِ الملهوف؟
فقام وأخذ معه ثلاثمائة درهم ، ورَكِبَ بغله فخرج إلى المسجد فإذا رجلٌ يُصَلَّي، فلما أحسَّ به انصرف فدنا منه، فقال له : يا عبد الله ، في هذا الوقت؟ في هذا الموضع ؟ ما أخرجك ؟
قال: أنا رجلٌ كان رأس مالي مائة درهم ، فذهبت من يدي، ولزمني دينٌ مائتا درهم.
فأخرج له الدراهم ، وقال: هذه ثلاثمائة درهم خُذها
فأخذها ثُمَّ قال له : أتعرفني ؟
قال: لا.
قال له : أنا إسحاق بن عباد، فإن نابتك نائبة فأتني فإنَّ منزلي في موضع كذا.
فقال: رَحِمَكَ اللَّه، إِن نَابَتنَا نَائِبَةٌ، فَزِعنَا إِلَى مَن أَخرَجَكَ فِي هَذَا الْوَقتِ ، حَتَّى جَاءَ بِكَ إِلَينَا. ([1])