الدكتور محمد حسين الذهبي وقوله في التصوف

الدكتور محمد حسين الذهبي وقوله في التصوف

يقول: معنى التصوف – وكما قيل – مناجاة القلب ومحادثة الروح وفي هذه المناجاة طهر لمن شاء أن يتطهر وصفاء لمن أراد التبرؤ من الرجس والدنس وفي تلك المحادثة عروج إلى سماء النور والملائكة وصعود إلى عالم الفيض والإلهام وما هذا الحديث والنجوى إلا ضرب من التأمل والنظر والتدبر في ملكوت السماوات والأرض بيد أن الجسم والنفس متلازمان وتوأمان لا ينفصلان ولا سبيل إلى تهذيب أحدهما بدون الآخر فمن شاء لنفسه صفاء ورفعة فلابد له أن يبترأ من الشهوات وملذات البدن

فالتصوف إذن فكر وعمل ودراسة وسلوك والتصوف بهذا المعنى موجود منذ الصدر الأول للإسلام فكثير من الصحابة كانوا معرضين عن النيا ومتاعبها آخذين أنفسهم بالزهد والتقشف مبالغين في العبادة فكان منهم من يقوم الليل ويصوم النهار ومنهم من يشد الحجر على بطنه تربية لنفسه وتهذيبا لروحه غير أنهم لم يعرفوا في زمنهم باسم الصوفية وكان هذا الاشتهار في القرن الثاني للهجرة([1]) .

([1]) التفسير والمفسرون , للدكتور محمد خسين الذهبى ج2 ص 324 , 325 .

من كتاب ( ريحانة التصوف ويليه أجمل ما قيل فى التصوف )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Sahifa Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.