مذابح الاحتلال السعودي في الحجاز يرويها عبد العزيز آل سعود

مذابح الاحتلال السعودي في الحجاز يرويها عبد العزيز آل سعود
ورد في الجزء الثاني من كتاب (صقر الجزيرة “عبد العزيز آل سعود”) الذي أنفق عبد العزيز المال لطبعه بعد إملاء “الصقر نفسه” ـ عبد العزيز ـ المستوي على عرشه ـ ذلك على العميل السعودي الذي أخذ كل ما يمليه عليه ـ لمدة سنة كاملة حتّى سجل العطار فيها من فم الطاغية الجزار كل هذه الجرائم التي كان الطاغية يفاخر بها فيصوغها العطار بأسلوبه بالحروف التالية:
قال “العطار” عن “عبد العزيز”: ـ (اهل هلال المحرم من سنة 1343 وأخذ حجاج بيت الله الحرام يغادرون الحجاز إلى اوطانهم وفي العاشر منه خلا الحجاز من الوافدين جميعا فحان الوقت الموعود للغزو السعودي واجتمعت الجيوش بالرياض واستعدت له أكمل استعداد، كما أن جيشا آخر سعوديا تجمع “بتربة” تحفزا للوثوب وقبيل أن ينتصف محرم تلقى خالد بن لؤي
ـ وكان بتربة ـ امر الغزو وخطته من الرياض، فبارحها ومعه ستة عشر لواء على كل لواء أمير.
وهذه هي الالوية الستة عشر مع أسماء أمرائها:
1 ـ لواء الغطغط وعدده (5000) مع أميرهم سلطان بن بجاد “وجعله ابن سعود القائد العام للقوات الزاحفة لاحتلال الحجاز”.
2 ـ لواء أهل تربة والخرمة وعدده (4000) وأميرهم خالد بن منصور ابن لؤي، وعينه ابن سعود اميرا على الحملة كلها ووكل إليه النظر في المصالح العامة في البلاد التي يحتلها الجيش السعودي” فانخدع ابن لؤي بهذا المنصب الوهمي الذي ما لبث أن سحبه منه ابن السعود أيضاً”…
3 ـ لواء أهل ساجر وعدده (1000) بيد اميرهم عقاب بن يحيى.
4 ـ لواء أهل عرو وعدده (3500) ومع رئيسهم جهجاه بن حميد.
5 ـ لواء أهل عسيلة وعدده (1000) وأميرهم نافل بن طويق.
6 ـ لواء أهل هجرة الارطاوية وعدده (3000) مع زعيمها قعدان بن درويش.
7 ـ لواء أهل العمار وعدده (1500) مع عبد المحسن بن حسين.
8 ـ لواء سكان رنية وعدده (1000) مع قائدهم وشيخهم فيحان بن صامل.
9 ـ لواء أهل المدينة وعدده (1000) وأميرهم عبد الله بن معمر.
10 ـ لواء أهل عرجا وعدده (1000) وأميرهم ذعار بن الزميع.
11 ـ لواء الرين العليا وعدده (1500) بيد حزام بن عمر.
12 ـ لواء الرين السفلى وعدده (1500) بيد هذال بن سعيدان.
13 ـ لواء أهل النصيف وعدده (1000) وأميرهم معيض بن عبود.
14 ـ لواء أهل صبحا وعدده (1000) وأميرهم حزام الحميداني.
15 ـ لواء أهل حلبان وعدده (1000) وأميرهم ماجد بن حميد.
16 ـ لواء أهل الروضة وعدده (2000) وأميرهم هذال بن فهد .
ويتابع أحمد العطار روايته عن “عبد العزيز آل سعود”، فيقول:
(واجتاز هذا الجيش حدود الحجاز واحتل أول ما احتل قلعة كلاخ ثم احتل الاخيضر، فانضم إليه بعض “الشرفاء” من بني الحارث ورجال من ثقيف، وأخذوا يحتلون القرى ويقاتلون القبائل التي تمتشق الحسام للدفاع حتّى أشرفت على الحوية صباح السبت الموافق غرة صفر سنة 1343 هـ ـ 1 سبتمبر سنة 1924م).
ويتابع “العطار السعودي” فيقول:
(وما كان أحد بمكة أو بالطائف يعلم بأمر هذا الغزو المباغت بل لم تعلم به الحكومة الهاشمية الا حينما دخل الجيش السعودي الحوية فأصدر صبري باشا وزير حربية الشريف حسين أمره بالدفاع، فخرج من حامية الطائف أربعمائة جندي نظامي كامل العدة ومعهم المدافع الجبلية الضخمة والمدافع الرشاشة واتجهوا إلى الحوية لرد الـ “40.000” الغزاة الذين اشتهروا باسم “الاخوان” وكان بين الفريقين معركة حامية الوطيس أمطر فيها الجيش الهاشمي خصمه قنابلاً ورصاصا كالمطر سبع ساعات ـ ولكن ماذا يفعل الرصاص بآلاف الاخوان ـ الذين شدوا عزائمهم ووحدوا صفوفهم وانقضوا انقضاض الوحوش على الجيش الهاشمي البالغ 400 جندي فقط فقابلهم بهجوم مضاد عنيف وضغطت المدفعية السريعة على جناحيهم ضغطا شديدا وزحزحتهم عن الاماكن التي تقدموا إليها وأعطت افرصة الكافية للجنود للتقهقر إلى الوراء تدريجيا والانسحاب من ميدان الحوية بانتظام في موضع أحسن ملاءمة من الموضع الحالي “وكان الخبراء الانكليز بقيادة جون فيلبي وراء هذه الخطط العسكرية النظامية التي لا يعرفها البدو”…
ومرة ثانية، زحف ابن بجاد وخالد بن لؤي بجيشهما فأصلتهم المدافع نارا حامية، وارهقهم البدو المنتسب للحسين الهاشمي فلم يستطيعوا التقدم ودامت المعركة ثلاثة أيام بلياليها ابتداء من يوم الاثنين 3 صفر حتّى عصر الاربعاء 5 صفر وكان النصر يحالف الجيش الهاشمي لولا أن البدو الذين كانوا معه في الصفوف الامامية خانوا وانضموا إلى “الاخوان” حتّى اضطر الجيش النظامي للحسين المدافع إلى التقهقر بالتدريج.
في حين أن الاخوان أخذوا يتقدمون قليلا قليلا ويحتلون الهضاب والتلول التي يخليها العدو الهاشمي المتقهقر الذي وقف عند أسوار الطائف يدافع باستبسال وحماسة واستماتة.
وسمع الملك الحسين بخيانة البدو ـ التابعين له ـ وتراجع جيشه ـ المكون من 400 ـ أمام 40000 ـ فأرسل ابنه عليا بجيش من الخيالة والهجانة قوامه ـ 200 ـ وأمره أن يسلك طريق كرا، وبعث جيشا آخراً ولكن قوامه ـ 200 ـ من طريق السيل ليلتقي طرفا الكماشة ويستطيع الهاشميون تطويق أعدائهم، والملتقى بعد الطائف.
ودوى أزيز الرصاص والقنابل في ضواحي المصيف الوديع الهادي.
وأثار الفضاء فانتشر الذعر والهلع بين السكان المدنيين ففر من استطاع تاركا كل ما معه ناجيا بروحه، وبقي من بقي يفتك فيه الخوف والقلق فتكا، وخبأ الاغنياء الذهب والاحجار الكريمة وأغلقوا الابواب وحصنوها من الداخل بأحجار كبيرة ليستعصى فتحها إذا ما احتل الغزاة المدينة.
غير أن دخول الامير علي الطائف ليلة الجمعة 7 صفر هدأ القلوب بعض التهدئة الا أن مغادرته اياها فجرا ليعسكر في الهدى أيأسها وملأها رعبا.
أما الجيش الذي غادر مكة وسلك طريق السيل فلم يصل بعد.
فتقهقر الجيش النظامي من أمكنته حتّى دخل البلدة صباح الجمعة بعد أن كبد الاخوان خسائر، وحوصرت الطائف من ثلاث جهات ولم يستطع الاخوان احكام نطاق الحصار من الجهة الرابعة لوجود مدفعية قوية تذود من يأتي منها، بل ركزوا كل المدافع من ناحية الغرب ليكون الجيش على اتصال بالهدى فمكة وليكون له منفذ واحد على الاقل ان أراد النجاة.
وتوافدت الاعراب إلى جيش “الشريف” خالد بن لؤي (السعودي) والتحقوا حتّى امتلأت البطاح، بطاح الطائف وسهوله وضواحيه ـ وبذلك وصل الجيش السعودي إلى أكثر من /50000/ وروع البلد الجميل بالقذائف المتفجرة فتداعت البيوت القديمة وتطاير فوق جوه الحالم البديع الرصاص كشرر جهنم.
وعلا صراخ الاطفال وعويل النساء وبكاء الرجال خوفا على أفلاذ الاكباد وعلى الارواح، فهم لم يشهدوا الحرب من قبل وهم الآن سيشهدونها بل بدأوا يشهدون فصولها المتوحشة البدائية وأيد ما يرون ما سمعوا من قبل من أن الحرب عمياء جارمة جائرة تساوي برئ الذيل بالمجرم فيا ويل المدنيين منها ومن لظاها!…
انهم ينظرون من الثقوب فيرون الاخوان الوحوش والاعراب يملؤون البطاح ويطوفون بالسور والسيوف تتدلى كأنها تهتز من طرب بما تحتسي من دماء هي رحيقها الذي فنيت في طلابه.
وفي أيديهم البنادق يجثم الموت على أفواهها وكأنه من سبغه جاث على ركبه فاغر فاه ينتظر الطعام… وما طعامه الا أجساد أبناء آدم الاشقياء!. التعساء!. الابرياء!.
لهم الله!. لهم الله!.
قد تخلى عنهم النصير ولكن لم يتخل الله عنهم! فهو ناصرهم ومجيرهم!.
فهذا أمير الطائف الشريف شرف بن راجح، وهذا وزير الحربية صبري باشا، وهؤلاء الجنود وهؤلاء “الشرفاء” والموظفون وأسرهم يغادرون الطائف قبيل مغرب يوم الجمعة تحت حماية المدفعية التي أخلت لهم السبيل وأبعدت عنهم الاعداء ويسلكون الطريق إلى الهدى زاعمين أنهم يريدون الانضمام إلى الامير علي هناك وتعزيز مراكزهم الدفاعية.
ولكن لماذا اصطحبوا أسرهم ان كان القصد الدفاع وحده والانضمام إلى جيش الهدى!.
لقد أخلوا البلدة وتركوا الاهلين بها بحجة “أنهم لا يريدون تعريضها للدمار فبعدوا عنها حتّى يكروا عليها وينقذوها من يد الغزاة” ولكنهم جهلوا أو تجاهلوا أنهم عرضوا الناس للنوى والقتل.
خلت المدينة فلا تسمع الا همسا وتدفق الغزاة إلى الداخل كما تدفق الاعراب الطفيليون معهم وهم يهتفون هتافات عالية قوية يشقها أزيز الرصاص المنطلق من البنادق والرشاشات في الفضاء.
وزرعوا الشوارع والاسواق وقتلوا كل من وجدوه بها واحتلوا المراكز الحكومية والابراج والقلعة ونهبوا ما بها.
وكان في البلدة كثير من قبائل الطويرق وعتيبة والبقوم والنمور المتخلفون عن الجيش الهاشمي قد انضموا إلى المهاجمين المحتلين واختلط القاتل بالفاجر، وانتهز الذؤبان الادميون الضراة فرصة فقدان السلطة من البلدة وانتشار الاضطراب فيها فراحوا يقضون الليل في السلب والنهب والقتل وهتك الاعراض بلا رادع من دين أو ضمير أو سلطان وهاجموا البيوت وحطموا الابواب ودخلوا على الابرياء ومزقوهم بالسيوف وأطلقوا عليهم الرصاص، واستلبوا كل ما وجدوا من غال ورخيص)…
ويتابع ـ العطار السعودي ـ صياغته لاعترافات عبد العزيز آل سعود، فيقول: (وقد وجد البدو ممن لهم ثارات عند الاهلين فرصة نادرة للانتقام فزحفوا إلى بيوتهم واقتحموها عليهم وقتلوهم شر قتلة تشفيا منهم، وهتكوا أعراضهم، وبعد أن ذبحوهم وضعوا رقابهم في حنفيات الماء والصهاريج فشربوا من دمهم وتوضأوا بالماء الملوث بالدماء البريئة وصلوا!…
ولم يكلفوا أنفسهم عناء استلام الاساور الذهبية من أيدي النساء الممدة بل قطعوا أيديهن وأرجلهن ولبس “الاخوان” الحلي وهذه الاساور بأيديهم ووضعوا القلائد ـ الخرزية والذهبية ـ في رقابهم كي لا تعيقهم عن بقية النهب والقتل… وهكذا “دخل سلطان الدين السعودي ” ـ أي سلطان بن بجاد ـ البلدة وأخلاها من السكان المدنيين وحشدهم كلهم في حدائق شبرا وقصرها العتيد، وكان النساء سافرات لاول مرة في هذه البلاد وكن مع الرجال ومكثوا أياما بلا طعام ولا ماء!).
ويقوللي عبد العزيز آل سعود: (لقد وصلني وأنا في الرياض خبر المذبحة في الطائف فبكيت حتّى تبللت لحيتي!… واعترتني الكآبة وغامت على وجهي سحابة من الحزن البالغ العميق وتمنيت لو لم ينتصر سلطان بن بجاد بهذا الثمن، وتمنيت أنني حاضر، ولكنني بعثت رسولي إلى سلطان بن بجاد وخالد مهددا وطلبت اليهم الكف عن القتال، ولما قدمت مكة عزمت أولياء القتلى وأهليهم على وليمة ورتبت لهم وألفت لجنة للتعويضات على منكوبي الطائف وأعطيت كل واحد عشرة ريالات فرنسية وصاع من القمح)!!.
يا سلام!.. صاع من القمح؟! والصاع عبارة عن 3 كيلو قمح، والعشرة ريالات عن جنيه استرليني!.. يا بلاش!..
ويتابع العطار قوله: “وأنا كمؤرخ أبرئ ابن سعود من مسؤولية مذبحة الطائف فهو من تعاليمه ونصائحه لجنده ألا يتبعوا مدبرا وألا يجهزوا على جريح وألا يهاجموا بيتا وألا يقتلوا شيخا ولا طفلا!.
وألا يعترضوا امرأة ولو قاتلت!، وألا يؤذوا المدنيين من السكان)
ويتابع العميل السعودي العطار صياغته لكلام سيده عبد العزيز فيقول: (ودخل “بريدة” التي خانته وخرجت عليه مع أميرها أبي الخيل وكبدته الخسائر وأتعبته وأرهقته وأخلفت في الوعود ونكثت بالعهود، ثم امتشقت الحسام في وجهه لكنه دخلها دخول الصديق بلد صديقه لا دخول المنتصر الغلاب الموتور بلد عدو خائن مقهور.
وعفا عن أهلها جميعا ووزع عليهم الكسوة والزاد، وبدل خوفهم أمنا وشقاءهم سعادة، وجوعهم شبعا، كما عفا عن أبي الخيل ومنحه حريته فسلك طريقه إلى العراق)…
ولنترك هذا العطار السعودي يتابع دفاعه عن أسياده لنستفيد من كذبه!.
حينما يقول: (بل ليس عفو عبد العزيز آل سعود: عن أهل بريدة الأول من نوعه والاخير بل هنالك حوادث جمة تثبت نبل ابن سعود ومروءته وزهده وتقواه وديانته، فطالما ظفر بأعداء ألداء لو ظفروا به لقطعوه اربا اربا فصفح عنهم وأكرم مثواهم كآل رشيد وآل عائض وآل الادريسي والاشراف وغيرهم).
كذا… يزعم العطار.. فيتابع أكاذيبه التي يكشف بها الجريمة فيقول: (وتاريخ ابن سعود شاهد عدله على صدق ما نذهب إليه! ـ والتاريخ السعودي لا يحمل ابن سعود “مسؤولية” المذبحة التي لا يرضى بها رجل أقل مزايا من ابن سعود فكيف بهذا الذي ضرب خير الامثلة الفاضلة في أكرم الصفات ولكن يحملها سلطان بن بجاد فهو الذي صنع ما صنع وهو رأس البلاء في محنة الطائف وفاجعته حتّى أن ابن سعود لم تطمئن عينه بالنظر إلى هذا “السفاك” الاثيم الذي كان فائدا عاما فلم يراقب الحالة مراقبة دقيقة ومنح البدو بسوء ادارته فرصة الاعمال الاجرامية والضراوة والوحشة)…
هكذا يزعم العطار على لسان عبد العزيز، فيتابع العطار مدافعا عن الجزار بقوله: (بل طبعت نفس قائد الجيش السعودي ابن بجاد الجارمة على الشر، فقد خرج هذا القائد بعد سنوات على ولي نعمته ابن سعود فانتقم منه الله وقضى عليه وعلى جماعته من أهل الغطغط في وقعة السبلة سنة 1347 هـ وأراح الله المسلمين من شره)!!.
ولنا ملاحظة بسيطة نرد بها على مزاعم المؤلف العطار.. التي أراد بها ابعاد ابن السعود وأسياده وقادته الانكليز عن مسؤولية هذه المذابح التي راح ضحيتها في “تربة والحيوة والطائف وجدة فقط” أكثر من /150000 / إنسان من الذكور والاناث والاطفال… ان هؤلاء القتلة ما تحركوا الا بأمر عبد العزيز وقيادة الانكليز من أمثال جون فيلبي الذي رافق كافة حملات المذابح وخطط لها..
وحينما أراد عبد العزيز الصاق هذه الجرائم بقائد جيشه ابن بجاد رد عليه ابن بجاد في مجلسه في مكة أمام الحاضرين من أهل الحجاز بقوله: (أنت الذي أوصيتني يا عبد العزيز أن أقتل البرئ ليرضخ العاصي وان أفتك بلا رحمة حتّى تكل السيوف من رقاب أهل الحجاز الكفار)!.. فخرس عبد العزيز لهذا الرد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Sahifa Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.