ذكر أهل السير : أن عدد أهل بدر كانوا 313 رجلاً، وفي رواية : 314 رجلاً مع النبي صلى الله عليه وسلم، ولهذا العدد سر في الأوراد والأذكار التي تقرأ لقضاء الأمور والتوسل بأسماء أهل بدر أمر مجرب صحيح عند العارفين بالله، ويوصون بذلك الناس، وأهل بدر هم صفوة الصالحين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم، والذين نالوا رضا الحبيب عليه الصلاة والسلام، وإنّ الأحاديث واردة بأنّ الله تعالى غفر لهم ما تقدم من ذنبهم ، وما تأخر ، وأنّ النبي صلى الله عليه وسلم بشّرهم بالجنة ، والقرآن ناطق بأن الملائكة قاتلت ، وشهدت الواقعة معهم ، ودعت لهم بالمغفرة ، والتوسل بهم وبالصالحين أمر مشروع، و قام الدليل الواضح والأدلة الساطعة على جواز التوسل بالأنبياء والصالحين وقد ورد في كتب الحديث، ولا توجد آية ولا حديث ولا نص شرعي بالنهي عن التوسل، بل وردت النصوص بخلاف ذلك وعلى كل حال نرجع إلى ما قاله العلماء في التوسل بأهل بدر:
جاء في (السيرة الحلبية) (ج2/ص 252) : وذكر الإمام الداوني أنه سمع من مشايخ الحديث أن الدعاء عند ذكرهم يعني أصحاب بدر مستجاب . وقد جرب ذلك .
وذكر بعضهم أنّ كثيراً من الأولياء قد أُعطوا الولاية ببركة أسمائهم ، وإنّ كثيراً من المرضى سألوا الله تعالى بهم في شفاء أسقامهم ، فشفوا من ذلك ، وقال بعض العارفين : ما جعلت يدي على رأس مريض ، وتلوت أسماءهم بنيّة خالصة إلاّ شفاه الله تعالى ، وإنْ يكن قد حضر أجله ، خفف الله عنه .
وقال بعضهم : جرّبتُ أسماءهم في الأمور المهمة تلاوة وكتابة ، فما رأيت أسرع منها إجابة .
وكان سيدي الشيخ يونس الشربجي والشيخ أحمد الحبال الرفاعي اللهم جدد عليهم رحماتك يُعظّمان هذه الليلة وكانا يقولان : من يستطيع سرد أسماء أهل بدر الكرام في هذه الليلة وترضي عنهم فليفعل فإنها تتنزل الرحمات عند ذكرهم ويحقق الله المراد ، وهذا ما كان يوصي به سيدي الشيخ ناجي الرفاعي وكثير من ساداتنا الكرام رضي الله عنهم ففي صباح هذا اليوم كانت أعظم غزوة غيرت مجرى التاريخ ، انتصر فيها الحق وزهق الباطل .
و قد ذكر سيدي أبو سليمان الداراني رضي الله عنه أنه سمع من مشايخ الحديث أن الدعاء مستجاب عند ذكر أسماء أهل بدر .
و ممن دوّن أسماءهم : ابن سيد الناس في سيرته ، وابن كثير في تاريخه ، والبرزنجي في رسالته ، والغلامي في منظومته ، والقباني في رفع القدر ، وعبد اللطيف الشامي في راحة الأرواح .
حثحِثوا الركبَ لِنصري
سادتي يا أهلَ بدر
أنا محسوبٌ عليكُم
حللوا بالله عسري
كرامات أهل بدر رضوان الله عليهم /
ذكر بعض الصالحين أنّ كثيرا من الأولياء قد أُعطوا الولاية ببركة أسمائهم، وإنّ كثيرا من المرضى سألوا الله تعالى بهم في شفاء أسقامهم، فشفوا من ذلك.
وقال بعض العارفين: ما جعلت يدي على رأس مريض، وتلوت أسماءهم بنيّة خالصة إلاّ شفاه الله تعالى، وإنْ يكن قد حضر أجله، خفّف الله عنه.
وقال بعضهم : جرّبتُ أسماءهم في الأمور المهمّة تلاوة وكتابة، فما رأيت أسرع منها إجابة. لكن ينبغي لمن ذَكَرهم في قضاء مُهمٍّ أنْ يترضّى عن كل واحد عند ذكر اسمه. فإنّه أنجح للإصابة
وذكر العسقلاني، قال : أُسِر ابن عمٍّ لي في بلاد المشركين، فطلب الروم في فدائه مالا كثيرا، فلم نطق إعطاءه، فأرسلت إليه بأسماء أهل بدر في قرطاس، وأوصيته بحفظها والتوسّل بهم، قال: فأطلقه الله تعالى من غير فداء، فلمّا قدم إلينا سألناه عن ذلك، فقال: لمَّا وصلت إليّ تلك الأسماء، فعلت بها كما أمرتني، فاستشأموني، فجعلوا يتبايعونني، وكان كل مَن اشتراني تصيبه مصيبة، فنقصت في الثمن، حتى باعوني بسبعة دنانير، فما مضى على مَن اشتراني بذلك غير ثلاثة أيام؛ حتى أُصيب بأعظم مصيبة، فأخذني وجعل يعذّبني بأنواع العذاب، ويقول لي: أنت ساحر، وأنا لا أبيعك، وسأتقرّب بك للصليب، فما لبث قليلا حتى دهمته دابّة فهشمت وجهه، فمات من حينه، قال: فأخذ ابنه يعذّبني بأنواع العذاب، واشتهر خبري بين الناس، فقالوا له: أَخرج هذا الأسير من بلدتنا، وأبى إلاّ قتلي بالعذاب، فما مضى ثلاثة أيام حتى جاء خبر سفينة الملك أنّها ضاعت، وكان فيها ابن الملك، وأموال عظيمة، فلمّا بلغ ذلك الخبر إلى الروم، جاءوا إلى الملك، وأخبروه بسائر ما كان من شأني، وقالوا له: متى مكث هذا المسلم في أرضنا هلكنا، نحن لا نشكّ أنّه من أولاد الأنبياء، فأرسل إليّ الملك وأطلقني، وأعطاني مائة دينار، وجهّزني إلى بلادي، فهذا سبب فكاكي من الأسر، والحمد لله على ذلك.
وحكى بعضهم أنّه خرج يريد الحج إلى بيت الله الحرام، فكتب أسماء أهل بدر في قرطاس، وجعله في أسكفة الباب، وكان صاحب مال، فلمّا سافر جاءت اللصوص إلى داره ليأخذوا ما فيها، فلمّا صعدوا السطح سمعوا حديثا، وقعقعة سلاح، فرجعوا، ثم أتوا الليلة الثانية، فسمعوا مثل ذلك، ثم مرّة أخرى، فسمعوا مثل ذلك، فتعجّبوا وانكفّوا؛ حتى جاء الرجل من الحج، فجاء رئيس اللصوص، وقال له: سألتك بالله أنْ تخبرني ما صنعتَ في دارك من التحفّظات، قال: ما صنعتُ شيئا غير أنّي كتبتُ قوله تعالى: ﴿وَلَا يَؤودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ ﴾، وكتبت أسماء أهل بدر بأسرهم، فهذا ما جعلت في داري، فقال ذلك اللص: كفاني ذلك فائدة.
وذُكِر عن زيد بن عقيل رحمه الله أنّه قال: انقطعت طريق بأرض المغرب في بعض السنين من سباعٍ ضارية، وانقطعت طريق أخرى من لصوص، فما كنت أرى أحدا يخطر من تلك الطرق إلاّ هلك، ولو كان في عدد عديد. وقد ضاعت في تلك الطريق أموال وأنفس كثيرة. وإذا ورد علينا أحدٌ من تلك الطريق. استغرينا ذلك، فبينما نحن جلوس في بعض الأيام، إذ أقبل رجل من تلك الطريق، ومعه تجارة عظيمة، وليس معه إلاّ عبده، وهو يحرّك شفتيه كالذي يتلو بعض الأسماء، فابتدره والدي، وقال: إنّ لهذا شأناً عظيما، ونظرنا خلفه، فلم نر معه أحدا غير عبده، فقال له والدي: سبحان الله. كيف سَلِمت بتجارتك، وأنت وحدك، والطريق مقطوعة منذ أيام من اللصوص والسباع؟. فقال: أما يكفيك أنّي دخلت هذه الطريق بجيش، دخل بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولقي بهم أعداءه، ونصره الله بهم؟ فقال والدي: وأيّ جيش أدركت أنت من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: أدركت أصحاب بدر، رضي الله عنهم، وأدخلتهم معي هذه الطريق المخيفة، فما كنت أخاف لصا ولا سبعا. فقال له والدي: سألتك بالله أنْ تكشف لي عن قضيّتك. فقال: اعلم يرحمك الله. أنّي كنت أمير قوم لصوص، نقطع الطريق، ولا تمرّ بنا قافلة إلاّ نهبناها، ولا تجارة إلاّ أخذناها، فبينا نحن ليلة من الليالي إذ جاءت إلينا جواسيسنا، وأخبرونا أنَّ فلانا التاجر خارج بتجارة عظيمة، ومعه خمسة عشر رجلا، فلمّا سمعنا ذلك حملنا عليهم، فقتلنا من أتباعه عشرة رجال، ثم أقبل علينا التاجر، وقال: يا هؤلاء! ما حاجتكم، وما تريدون؟ فقلنا: نريد أنْ نأخذ هذه التجارة، فانج بمن بقي من أصحابك، قبل أن يقع بكم مثل ما وقع بإخوانكم، فقال لنا: كيف تقدرون على ذلك، ومعي أهل بدر، فقلت له: إنّي لا أعرف بدرا ولا أصحابه، فقال: الله أكبر، ثم أخذ يتلو في أسماء لا أعرفها، فأخذنا الرعب عند تلاوتها ، وانهزمنا، وثارت علينا ريح شديدة، وسمعنا دكدكة وقعقعة سلاح، واشتباك الرماح، وقائلا يقول: استقبلوا أهل بدر بصبر جميل، فنظرت رجالا، وأيّ رجال كالعقبان على خيول تسبق الريح، فأحاطوا بنا، فلمّا عاينت ذلك، بادرت إلى صاحب التجارة، وقلت: أنا مُستجير بالله وبك، فقال: تُب إلى الله من هذه الفعال، فتبت على يديه، وقد قُتِل من أصحابي بِعدّة ما قُتِل من أصحابه، ثم إنّي لمَّا أردت الإنصراف عنه سألته، فعلّمني أسماء أهل بدر، فمنذ عرفتها لم أحتج إلى خفارة أحد من الخلق، لا في البر، ولا في البحر، وبها جئت من هذه الطريق، كما رأيتني، فكل مَن رآني من لصّ أو سَبُعٍ حاد عن طريقي، فلله الحمد، وهذا سبب خروجي وحدي، انتهى.
ففضائلهم كثيرة، ومناقبهم شهيرة، نفعنا الله بحبّهم، وحشرنا معهم، تحت لواء سيدنا محمد، صلى الله عليه وسلم. وشرّف وكرّم. ومجّد وعظّم. ووالى عليه ذلك وأنعم .
أسماء اهل بدر ثلاثمائة وثلاثة وستون ، فالمهاجرون من ذلك أربعة وتسعون ، والباقون أنصار رسول الله صلى الله عليه وسلم ، الأوس منهم أربعة وسبعون ، والخزرج مائة وخمسة وتسعون ، والشهداء من ذلك أربعة عشر صحابيا : ستة من المهاجرين ، وثمانية من الأنصار ، والله تعالى أعلم .
وتذكّروا يا أحباب بالدعاء إخوانكم في جميع بلاد المسلمين خاصة وفي جميع بلاد العالمين عامة وأهل غزة خصوصا بالدعاء لهم أن ينصرهم نصرا مؤزرا على عدوهم ويرد كيد أعدائهم في نحورهم وأن يكون لهم عونا وحافظا وحارسا وأمينا وأن يربط على قلوبهم ويثبت أقدامهم ويسدد رميهم بجاه أهل بدر الكرام رضي الله عنهم وبجاه خير العباد سيدنا محمّد ﷺ.
اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ وَعَظِّمْ وَأَنْعَمْ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ صَلاةَ عَبدٍ أقبَلَ عَلِيكَ مِن باَبِ الرَّجَاء مُتَوسِّلاً بسَيِّدِ الرُّسُلِ والأَنبِيَّاءِ أَن تَصرِفَ عَنهُ وَعَن جَِميعِ المُسلِمِينَ الهَمَّ والغَمَّ والأَسقَامَ والبَلَاءَ وَعَلَىٰ آَلِهِ وَأَصحَابِهِ وَأَتبَاعِهِ أَجمَعِينَ .