تفسير بعض الآيات من سورة الملك لفضيلة الشيخ محمد عبدالله الأسوانى

[ تَبَارَكَ الَّذِي ]

تقدس وتعظم وجل ثناءه وكثر خيره , والذى اسم موصول .

[ بِيَدِهِ الْمُلْكُ ]

بقدرته ويسير وفقه وإرادته , والملك كل العوالم المحسوسة من الأرض وما عليها من الانس والجن والحيوان والطير والنجوم والشمس والقمر وهو العالم الجسمانى , والملكوت هو الروحانى من الجن والملائكة وغيره من العوالم المخفية عنا مثل العرش والسموات وما فيها والأرضين الست غير هذه الأرض التى نعيش عليها فكل هذا من عالم الملكوت .

[ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ]

لا تعجز قدرته وإرادته عن فعل شئ أى فعال لما يريد سبحانه وتعالى .

[ الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ ]

أى جعل الموت يدرك كل مخلوق وجعل الحياة فى كل المخلوقات , فالموت فناء المخلوقات والحياة إيجادها بعد عدم .

[ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً ]

ليختبركم بالحياة والموت بعد الحياة عن أعمالكم فالمحسن سوف يجازى عن إحسانه والمسئ سوف يجازى على إساءته فالدنيا مزرعة الأخرة ويقول فى الحديث ” يامحمد أحبب من شئت فإنك مفارقه واعمل ما شئت فإنك مجزى به “.

[وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ]

أى صاحب العزة فليس محتاج إلى أحد من خلقه بل الخلق فى احتياج دائم إليه وعلى هذا هو لهم غفور كثير العفو عنهم متجاوز عن اساءتهم متى رجعوا إليه

[ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقاً ]

أى وجدها بعد عدم سبع فى العدد بعضها فوق بعض طبقة فوق طبقة منهم سبع طباق لكل سماء ملائكة مختلفة عن ملائكة غيرها من السموات .

[ مَّا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِن تَفَاوُتٍ ]

أى ليس يرى اختلاف أو اضطراب أو اختلال بل كل شئ حسب نظام بديع متقن .

[ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِن فُطُورٍ ]

أى تأمل هذا النظام البديع المتقن هل ترى به صدوع أو شقوق بل هو كامل ليس به أى خلل وهذا دليل على عظمة الخالق سبحانه وتعالى .

[ ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ ]

أى تأمل مرة بعد مرة .

[ يَنقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِأً وَهُوَ حَسِيرٌ]

يرجع إليك وهو مبعد ذليل وهو فى كلل خاسرًا صاغر قد أصابه الإعياء والتعب

 

Sahifa Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.