من قصص الإمام البخاري العجيبة !

ذكر الإمام عبد السلام المباركفوري -رحمه الله- في كتابه (سيرة البخاري):

ذُكر أن الإمام البخاري ركب البحر مرة في أيام طلبه للعلم وكان معه ألف دينار ، فجاءه رجل من أصحاب السفينة ، وأظهر له حبه ومودته وأصبح يقاربه ويجالسه ، فلما رأى الإمام حبه وولاءه ، مال اليه وبلغ الأمر أنه بعد المجالسات أخبره عن الدنانير الموجودة عنده .
وذات يوم قام صاحبه من النوم فأصبح يبكي ويعول ويمزق ثيابه ويلطم وجهه ورأسه ، فلما رأى الناس حالته تلك أخذتهم الدهشة والحيرة وأخذو يسألونه عن السبب ، وألحوا عليه في السؤال ، فقال لهم :
عندي صرة فيها ألف دينار وقد ضاعت ..!!.
فأصبح الناس يفتشون ركاب السفينة واحداً واحداً ، وحينئذ أخرج البخاري صرة دنانيره خفية وألقاها في البحر ، ووصل المفتشون إليه وفتشوه أيضا حتى انتهوا من جميع ركاب السفينة ، ولم يجدوا شيئا فرجعوا إليه ولاموه ووبخوه توبيخا شديدا .
ولما نزل الناس من السفينة جاء الرجل الى الإمام البخاري وسأله ماذا فعل بصرة الدنانير؟! .
فقال: ألقيتها في البحر .
قال : كيف صبرت على ضياع هذا المال العظيم ؟.
فقال له الإمام : ياجاهل …أتدري أنني أفنيت حياتي كلها في جمع حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وعرف العالم ثقتي ، فكيف كان ينبغي لي أن أجعل نفسي عرضة لتهمة السرقة؟.
وهل الدرة الثمينة (الثقة والعدالة) التي حصلت عليها في حياتي أضيعها من أجل دراهم معدودة.
المصدر :سيرة الإمام البخاري

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Sahifa Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.