«يا بُني، اقبَل وصيَّتي، واحفَظ مقالتي، فإنَّكَ إن حفِظتَها تَعِش سعيدًا، وتَمُتْ حمِيدا، يا بُنَيَّ، مَن رضِيَ بما قُسِمَ له استَغنَى، ومَن مَدَّ عينَه إلى ما فِي يَدِ غَيره مات فقيرا، ومَن لَمْ يَرض بما قَسَمه الله له اتَّهَم الله في قضائه، ومَن استَصغر زلة نَفسِه استَعظَم زلة غيره، يا بُني، مَن كَشَف حجاب غَيره انكَشَفَت عوراتُ بَيته، ومَن سَلَّ سَيف البَغيَ قُتِل به، ومَن احتَفَر لأخيه بئرا سَقَط فيها، يا بُنَيَّ، إياك أن تُزرِيَ بالرجال فيُزرَى بِك، وإيَّاكَ والدخول فيما لا يَعنِيكَ فتَذِلَّ لذلك، يا بُنَيَّ، قُل الحقَّ لك أو عليك تُستَشان بين أقرانك، يا بُنيَّ، كُن لكتاب الله تاليا، وللسلام فاشيا، وبالمعروف آمِرا، وعن المنكر ناهيا، ولمَن قطعك واصلا، ولمن سكت عنك مُبتِدئا، ولمَن سألك مُعطِيًا، وإياك والنميمة؛ فإنها تزرع الشحناء في قلوب الرجال، وإياك والتعرضَ لعيوب الناس».
رواها أبو نعيم في الحلية.
ومن طريقه ابن الجَوزي في المنتظم.