التصوف هو إلتزام حال الإستقامة

التصوف هو إلتزام حال الإستقامة

التصوف الذى نعنيه
يقول فضيلة الإمام محمد زكى إبراهيم :
لابد من الإشارة هنا أن التصوف الذى نعنيه إنما هو إلتزام حال الإستقامة، فى مقام الإحسان
و الاستقامة جماع دواعى الفضل فى القرآن ، كما أن الإحسان هو ملاك أصول الفضل فى السنة
و من ثم كان التصوف الحق الحى هو الأمانة التى استودعها الله أنبياءه و أصفياءه مع دعوة التوحيد فى كل دين منذ آدم
فليس هو ما يرى الناس من مستكرهات البدع ، و مستحدثات المناكر ، ولا هذه الطقوس الوثنية و المواكب البوذية ….
إنما التصوف هو غاية الغاية من الإيمان الصافى ، و فتح نوافذ الروح على ما وراء المادة و الإندماج فى التسامى
للوصول إلى مشارف القرب
و استرداد اعتبار الخلافة الإلهية على الأرض
فالتصوف هو الحياة أو هو علم الحياة على الأقل . أما سبب تسمية هذه الحالة تصوف ، فليس من صميم البحث و لا من قواعد العلم ، فليكن السبب فى التسمية ما يكون ، فالعلة فى التسمية شىء أخر غير حقيقة المسمى و كثيرا ما تتضاد التسمية مع حقيقة المسمى فلا يلتقيان أبدا
أفلا يسمى الناس العبد الأسود ” بدرا” و قد يكون اسم الفاسق ” تقى الدين”
فدع مسألة التسمية و أنظر إلى حقيقة المسمى بعد أن تجردها من الشوائب ، فالصوفى منسوب إلى هذه الحقيقة الرفيعة ، و سمها أنت بما شئت ، فلا خلاف على القشور و السطوح .
من كتاب كلمة الرائد الجزء الاول لفضيلة الإمام الشيخ محمد زكى إبراهيم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Sahifa Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.