الصمت على قسمين

الصمت على قسمين :

صمت باللسان عن الحديث بغير الله تعالى ، مع غير الله تعالى جملة واحدة .

وصمت بالقلب عن خاطر خطر له في النفس ، في كون من الأكوان البتة .

فمن صمت لسانه ولم يصمت قلبه : خف وزره .

ومن صمت لسانه وقلبه : ظهر له سره ، وتجلى له ربه .

ومن صمت قلبه ولم يصمت لسانه : فهو ناطق بلسان الحكمة .

ومن لم يصمت بلسانه ولا بقلبه : كان مملكة للشيطان ، ومسخرة له .

فصمت اللسان : من منازل العامة ، وأرباب السلوك .

وصمت القلب : من صفات المقربين ، وأهل المشاهدات .

وحال صمت السالكين : السلامة من الآفات .

وحال صمت المقربين : مخاطبات التأنيس .

فمن التزم الصمت في جميع الأحوال كلها ، لم يبق له حديث إلا مع ربه ،

فإن الصمت على الإنسان محال في نفسه .

فإذا انتقل من الحديث مع الأغيار ، إلى الحديث مع ربه ، كان نجياً مقرباً مؤيداً في نطقه .

وإذا نطق .. نطق بالصواب لأنه ينطق عن الله تعالى .

فالنطق بالصواب نتيجة الصمت عن الخطأ ،

والكلام مع غير الله خطأ ، بكل حال ، وبغير الله سوء من كل حال …

والصمت يورث معرفة الله تعالى وتقدس

ولحال الصمت مقام روحي على ضروبه…

الصمت العام لا يعول عليه .

محيي الدين بن عربي

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Sahifa Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.