يقول الإمام الرفاعى رحمه الله الناسُ في مشهد المعرفة على مرتبتين :
إما في يقظة المعرفة فهم في تربية الولاية فينظرون الكرامة
وإما في نوم الفضلة فهم في تربية العداوة ، فهم ينظرون الأمانة ، إلا أن يرحمهم أرحم الراحمين , فسبحان مَنْ خَصَّ مِنْ عبيده مَنْ شاء وأعطاهم ثم دعاهم إلى نفسه بفضله حيث قال (وأنيبوا إلى ربكم ) , فأجابوه وأنابوا إليه .
فهم على أصنافٍ شتى :
- فالتائبون يمشون برِجْل الندامة على قدم الحياء .
- والزاهدون يمشون برجل التوكل على قدم الرضا .
- والخائفون يمشون برجل الهيبة على قدم الوفاء .
- والمحبون يمشون برجل الشوق على قدم الصفاء .
- والعارفون يمشون برجل المشاهدة على قدم الفناء .
فالمعرفة طعامٌ أطعمه الله مَنْ شاء من عباده :
- فمنهم مَنْ يذوقه ذوقاً .
- ومنهم مَن يأكل منه بلاغاً .
- منهم مَن يأكل منه كَفافاً .
- ومنهم مَن يأكل شِبَعاً .
والناس في المعرفة على منازل :
- فمنهم من يكون منزله كشِعْب .
- ومنهم مَن يكون كقرية .
- ومنهم من يكون كمِصْر .
- ومنهم من يكون منزله منها كالدنيا والآخرة .
رُوي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ” إذا كان يوم القيامة نادى منادٍ أخرجوا مِن النار مَن قال لا إله إلا الله وفي قلبه حبة خردل من الإيمان([1]) .
([1]) حالة أهل الحقيقة مع الله تعالى للإمام الرفاعى , موسوعة الكسنزان فيما اصطلح عليه اهل التصوف والعرفان , بستان العارفين للنووي.