الخلوة لماذا ؟

يقول الإمام محمد زكى إبراهيم رحمه الله : … إذن فدين الله أن يخلو العبد القادر المستطيع إلى ربه فترة ترويض ورياضة، يتخلص فيها من عقده وأزماته ورواسبه النفسية، ويتطهر فيها من خطاياه وآثامه ونزواته ويتضلع فيها بشحنة الإيمان واليقين والقرب من الله، فيخرج وقد صفا قلبه، واستنار باطنه، وانسلخ من أمراضه القلبية والنفسية والخلقية، إن صح توجهه إلى الله وخلصت نواياه في خلوته، بل إنه لينسلخ تبعا لهذا من بعض أمراضه الجسمية والبدنية كذلك، فكأنما ولد ولادة أخرى إن وفقه الله، إضافة إلى الشحنة الإيمانية التي يحصلها.

ومتى ما ثبت أن الخلوة علاج روحى للأمراض النفسية والخلقية، ثم هي علاج للأمراض الجسمية المترتبة على الأزمات والعقد والانفعالات المختلفة. فقد علمت أن الخلوة بالتالي نوع من عزل المريض حتى يشفى، فلا يعدي غيره خلقيا ولا نفسانيا، ولا يتعرض هو للهلاك شأن الأمراض الجسمية المعدية سواء بسواء.

وشر الأمراض أمراض الباطن، وشر الآثار آثارها المدمرة، وشر الموتى موتى الأحياء .

‏لاتزالُ بركاتُ الخلوة بالله تتنزّل على العبد حتّى يصل إلى نعيمها ولذّتها،، يختلي بالله عزّ وجلّ فيُرزق نعمة السّلامة،، ثم تأتيه غنيمَةُ القُرب،، ثم يغمرُهُ غيثُ الفهم عن الله سُبحانه،، ثم يأتيه نعيم الأنس بالله؛؛ فلا يعرفُ نعيمًا ولا لذّةً إلا في الخلوة بالله سبحانه ..
اللهم نعيمك وقربك الدائم  .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Sahifa Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.