أمران يخرجان الدنيا من القلب

كان أحد العارفين بالله يقول: إزالة الجبال من أماكنها أهون من إخراج الدنيا من القلب.

والدنيا تخرج من القلب بأمرين :

1– جذب رباني: بأن يتجلى الله على عبد من عباده بجماله وعظمة ذاته فيحرق ذلك التجلي كل شيء في القلب.فيصير العبد متحرك بالله، ساكن بالله، فان في طاعة الله وذكره، مستغرق في مشاهدة مولاه، لا يلتفت عنه طرفة عين..وهذه هي الولاية الوهبية.وهذا معنى قول احد العارفين:” لا يذهب الشهوات من القلب إلا شوق مُحرق، وخوف مزعج”..وكذلك الدنيا تخرج من القلب بشوق محرق، نتيجة تجلي جمال المحبوب على قلب محبوبه فأنشغل بمحبوبه عن الدنيا .

أو “بخوف مزعج” وهو طريق السالكين :

2-بسلوك الطريق والمجاهدة: فلا يزال العبد يجتهد في اخراج الدنيا من قلبه، بترك الجلوس مع أهل الباطل، وعدم اطلاق البصر في متاعها، وكثرة الذكر والصوم ومجالسة الصالحين، حتى يخرجها الله من قلبه، بعد قطع شوط كبير من السلوك وبلوغ مقام الفناء.

وعلامة خروج الدنيا من القلب : الصبر على المفقود، وبذل الموجود.

أي الصبر على مالم تنله منها، والرضا بمارزقك الله منها، وعدم الضجر والسخط رضا باختيار الله عزوجل، ثم بذل الموجود، أي أن تنفق مما أعطاك الله عزوجل، ولا تحبسه خشية الفقر،ولا بخلا.

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Sahifa Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.