قال حجة الإسلام الإمامُ أبو حــامدالغزالي رضي الله عنه :
(( أهلُ التَّصوف على ثلاث طبقــات : مُريد طالب ، ومتوسط سائر ، ومنتهٍ واصل ؛ فالمُريدُ صــاحبُ وَقْته ، والمُتوسطُ صــاحبُ حــال ، والمنتهي صـاحبُ يقين …
وأفضــلُ الأشياء عندهُم عَدُّ الأنفاس ، فمقامُ المُريد : المجاهداتُ والمكابدات وتجرع المرارات ومجانبة الحظوظ ، وما على النفس فيه تبعة ..
ومقــامُ المتوسط : ركوب الأهوال في طلب المراد ، ومُراعاة الصدق ، واستعمال الأدب في المقامات ، وهو مُطالب بآداب المنازل ، لأنهُ ينتقلُ من حال إلى حال وهي الزيادة ..
ومقامُ المنتهي : الصحو والثبات وإجابةُ الحق من حيث دعاهُ قد تجاوز المقامات ، وهو في محل التمكين .. لا تُغيرهُ الأهوال ، ولا تؤثرُ فيه الأحوال قد استوى في حال الشدة والرخاء والمنع والعطاء والجفاء والوفاء ، أكلهُ كجوعه ونومه كسهره ، قد فنيت حُظوظه ، وبقيت حُقــــوقه ، ظــاهرهُ مع الخَلْق ، وباطنهُ مع الحق ، كلُّ ذلك من أحوال النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم … ))