المعرفة بالله كشجرة لها ستة أغصان

مثل المعرفة كشجرة لها ستة أغصان، أصلها ثابت في أرض اليقين والتصديق، وفرعها قائم بالإيمان والتوحيد.
* فأول أغصانها الخوف والرجاء مقرونين بغصن الفكرة.
* والثاني: الصدق والوفاء مقرونين بغصن الإخلاص.
* والثالث: الخشية والبكاء مقرونين بغصن التقوى.
* والرابع: القناعة والرضاء مقرونين بغصن التوكل.
* والخامس: التعظيم والحياء مقرونين بغصن السكينة.
* والسادس: الإستقامة والوفاء مقرونين بغصن الود والمحبة.

ويتشعب من كل غصن ما لا نهاية له في العدد من أنواع الخير، والصدق في المعاملة، وأنس الصحبة، وفرائد القربة، وصفاء الوقت، وغير ذلك مما لا يصفه الواصفون،
وعلى كل شعبة ثمار شتى، لا يشبه لون إحداها الأخرى ولا طعمها، تحتها أنوار التوفيق، جارية من ينبوع الفضل والعناية،
والناس في ذلك على تفاوت الدرجات، وتباين الحالات، فمنهم من أخذ بفرعها غافلاً عن أصلها، محروماً من أغصانها، محجوباً عن حلاوة ثمارها، ومنهم من تمسك بفروعها، ومنهم من أخذ بأصلها وأخذ كلها من غير أن يلتفت إلى كلها، لانفراده بوليِّهِ خالقها،
مَن لم يكن له نور من سراج التوفيق، ولو جمع الكتب والأخبار والأحاديث كلها، لم يزدد إلا بُعداً ونفوراً، كمثل الحمار يحمل أسفاراً.

من كتاب حالة أهل الحقيقة مع الله للإمام الرفاعى رحمه الله

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Sahifa Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.