التصوف النقي هو جوهر الإسلام ولبابه

التصوف النقي هو جوهر الإسلام ولبابه . فإن المسلم إذا لم يكن قد تشرب حقيقة التصوف . فقد حبس نفسه في معاني الإسلام ، ولم يرق صعدًا إلى حقيقة الإيمان .

والتصوف ليس كلمات تورث أو تنقل ولا معارف تحفظ ، ولكنه حال يتلبس بكيان المسلم يرقى به إلى مستوى شهود الله عز وجل. واذا لم يرتفع المسلم إلى مستوى هذا الشهود ، فهيهات أن تكون نصوص الأحكام وحدها ، بكل مايحف بها من مؤيدات الجزاء ، حافزًا كافيًا للانضباط الحقيقي بمدلولاتها وأوامرها .

إن الالتزام الحقيقي بأوامر الله عز وجل يأتي نتيجة ازدهار ثمرات الإيمان بالله في القلب، وليس لهذا الإيمان من ثمرات إلا حب الله وتعظيمه والخوف منه ، والرضا عنه والثقة به ، والاتكال عليه والفناء في ذلك كله عن الأغيار .

ومن ازدهار مجموع هذه الثمرات الإيمانية يتحقق معنى شهود العبد للرب . وهذا هو الذي يحجزه عن المحرمات ويضبطه على منهج الآداب والواجبات، إذ هو في كل أحواله وتقلباته، مع الله عز وجل في مراقبته له وذكره إياه وانسياقه في مشاعر الخوف منه والحب له والرضا عنه والثقة به.

وليس للتصوف النقي من معنى إلا أن يأخذ المسلم نفسه بما يوصله إلى مستوى هذا الشهود … أو أن يأخذ نفسه بما يو صله إلى ثمرات الإيمان ، أو يوصله إلى حقيقة معنى التوحيد ،فهي ألفاظ شتى ولكنها جميعا ذات دلالة واحدة .

وفي الرسالة القشيرية مايبرز حقيقة هذا التصوف النقي ، وما يكشف عن عميق ارتباطه بنصوص القرآن والسنة

من كتاب “هذا والدي ” للدكتور البوطي .

حمل كتاب ( ريحانة التصوف ويليه أجمل ما قيل فى التصوف )

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Sahifa Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.